أنتروبولوجيا الجزائر و صراع الهويّة و الوطنيّة..من خلال كتاب المسيرة للعقيد محمد الصالح يحياوي
تاريخ النشر : 2019-07-21
أنتروبولوجيا الجزائر و صراع الهويّة و الوطنيّة..من خلال كتاب المسيرة للعقيد محمد الصالح يحياوي


أنتروبولوجيا الجزائر و صراع الهويّة و الوطنيّة..من خلال كتاب المسيرة للعقيد محمد الصالح يحياوي

قراءة و تحليل علجية عيش مع بعض الملاحظات

(كتاب يعرض نضال الجزائريين من مرحلة ما قبل الحركة الوطنية إلى الحراك الشعبي و ثورة 22 فبراير 2019 )

هذا الكتاب هو سلسلة لمرحلة نضال الجزائريين من مرحلة ما قبل الحركة الوطنية إلى ثورة 22 فبراير 2019،  سيصدر قريبا عن دار الأوطان للنشر و التوزيع، وهو قراءة لكتاب المسيرة الذي كتب مقدمته العقيد محمد الصالح يحياوي رحمه الله،  مع بعض الملاحظات، كتابنا يعرض نضال الجزائريين من مرحلة ما قبل الحركة الوطنية إلى الحراك الشعبي و ثورة 22 فبراير 2019 يحمل أفكارا جديدة و معلومات جديدة  و ليس اجترارا لما جاء به كتاب المسيرة كما يظن البعض ، مع شرح لمفاهيم تحمل في مضامينها مفهوم "المسيرة" و امتدادها وتطورها عبر الأجيال،  ضمّ عدة محاور بالتركيزعلى مسيرة الأمير عبد القادر مؤسس الدولة الجزائرية ، و قضية التعريب في الجزائر ودور جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، أردت من خلاله أن أشير إلى أن المسيرة لمتتوقف عند رجال مرحلة ما، فهي عبارة عن تدفق لمجاري الحياة كتدفق النهر في سريانها للامتناهي، هكذا هي مسيرة نضال الجزائريين، لم تتوقف عند رجال الحركة الوطنية ودور جبهة التحرير الوطني في مواجهة الإستعمار، بل هي مستمرة مع استمرار الأجيال،حيث حملت معها رؤى جديدة تتماشى و التطورات التي شهدتها الجزائر منذ بداية التعددية، إلى الحراك الشعبي 22 فبراير 2019 مرورا بالمأساة الوطنية أو ما عرف بحرب الفيس و النظام، و انقسام ابناء الوطن الواحد إلى جبهتين من أجل تثبيه الهوية شكلا و مضمونا، و قد اختصرت مضمون الكتاب في العبارات التالية (خلفية الكتاب) بأن السؤال عن هوية الإنسان هو سؤال الثقافة المعاصرة بامتياز، حيث خصصت لكل قضية من هذه القضايا محورا خاصا.

 فمن الواضح طبعا أن الكائن البشري قادر على تفحص الواقع الذي يحيط به على نحو عقلاني ،فهو يتراوح بين المحبة والكراهية وبين الانغلاق على الذات ورفض الآخر وبين الانفتاح على العالم ونزعة التملك ، و لهذه الأسباب يعيش خطاب الهوية أزمة بسبب تأرجحها بين الاستمرار و الزوال، والحاجة إلى تنويع شروط وجودها ، وبالتالي لا توجد هوية واحدة ، بل هويات متنوعة وجماعات متقاطعة ، لأن  المنظومة البشرية تعيش في الضبابية وتتخبط في فوضى غير أكيدة حوّلت البشر إلى شتات و مسوخ، وصار التوحش يتهددها من كل صوب وحدب وبلغت التناقض الذي يمزقها ويصل إلى صلب الأشكال المتعددة لهويتها،  و يبدوا أن عامل الأنسنة وحده الذي يحقق التآزر والتفكير الجماعي في تأمين المصير المشترك للشعوب التي تنشد التحرر،من الإستعمار والتبعية للآخر، و هذا يكفي للرد علىإدغارفور رئيس الحكومة الفرنسية سنة 1955 إنها لم تكن أبدا أمة و لا دولة في التاريخ، و قال عنها الجنرال ديغول لم تكن هناك في أيِّ ظرفٍ من التاريخ دولة اسمها الجزائر، و قال عنها موريس طوريز الكاتب العام للحزب الشيوعي الفرنسي يوم 11فيفري 1939 بأنها في طور التكوين، و قال عنها جيسكار ديستان أنها ولدت أخيرا، وقال عنها حسنين هيكل إنها لم تكن أمّة في التاريخ، هو رد على فرحات مهنّي بأن منطقة القبائل جزء لا يتجزأ من التراب الجزائري، و لن تنفصل عن الجزائر، لأن سكانها متشبعين بمبادئ الإسلام و قيمه، و قضايا أخرى لا يسمح ذكرها هنا.

علجية عيش