أية البحر وليدةُ تموز بقلم:زيدوو ابو راس
تاريخ النشر : 2019-07-21
أية البحر وليدةُ تموز بقلم:زيدوو ابو راس


أية البحر وليدةُ تموز

زيدوو ابو راس

منذ شبّ قلبي بدأت فطرته تبحث عن جميلةٍ كحورية البحر، تعثر بجدولٍ بنهر أو ربما بحوض ماءٍ صغير، فظنه البحر، أخذ يفتش فيه عن الحورية، وعرفت أن ليس هناك بحر هنا. 

عندما نضج قلبي صادف الحورية أمام عينيه، لم تكن الحورية الأسطورة فقد كانت حقيقةً وحدها دون بحر، كانت حقيقةً كالشمس كالقمر كصوت النهر، كانت واضحةً وضوح الصيف الذي أحببتها فيه كان حبي لها أشد من حرارة تموز الذي ولدت في ثلثه الثاني حتى القتني امواجها بعيداً عن الشاطئ، بعداً عن اليابسة كلما شارفت على الاختناق لجأت لأمواجها احاول امساكها فإذا بها تلطمني لأغرق بقسوة وكأني طاغوتٌ تريد عقابه. 

أصبحت حبيس  قبرٍ مبحرٍ  في قاع الماء لا استطيع الخروج، إن أطليت برأسي لطمته عواصف لسانها، وإن بقيت حبيس قبري اختنقت خوفاً وخشيةً من عذابها ومما تخفيه الأيام

بين مدها وجزرها اصبحت بعيداً في غياهبها لا طوق نجاةٍ سواها فهي الاقرب ووحدها يعلم مكاني في هذا الظلام وحدها من يستطيع أن يُضيء لي شمعة لا يطفؤها الماء ولا الرياح وحدها من أذكره عندما أحدق بالمسماء وحدها من قتلت في داخلي جميل الأشياء