مفهوم الأسرة بقلم: الطاهر مورتجين
تاريخ النشر : 2019-07-20
مفهوم الأسرة بقلم: الطاهر مورتجين


مفهوم الأسرة

بقلم الطاهر مورتجين 

– الأسرة هي اللبنة الأولى و الدعامة الأساسية  في بناء المجتمع,فإذا كانت هذه اللبنة قوية كان البناء الذي يقوم عليها قويا و متماسكا , وإذا كانت ضعيفة تهاوي وسقط مع اول ريح تعتريه

فالمجتمع هو مجموع الأسر التي ترتبط مع بعضها برباط المحبة لذا فقوة المجتمع و ضعفه تقاس بمدى قوة الأسرة وضعفها, وهنا تكمن أهمية الأخيرة و دورها في بناء المجتمع و ازدهاره ورقيه

من حيث اللغة الاسرة تعني القوة , والأسرة هي الدرع الحصينة ,فأعضاء الأسرة يشد بعضهم بعضا و يعتبر كل فرد منهم بمثابة الدرع للآخر ،أما من الناحية الاصطلاحية , تعددت التعاريف , واختلفت التعريفات وهذا يدل على تعدد أنماط الأسرة.

اليوم اخترت لكم تعريفا مبسطا ودالا من منظور علم الاجتماع فالأسرة هي الخلية  الأساسية في المجتمع واهم جماعاته الأولية , تتكون من اب وام وأطفال,تساهم الأسرة في النشاط الاجتماعي في كل جوانبه المادية والروحية والعقائدية والاقتصادية , ولها حقوق منها حق الصحة وحق السكن وحق التعلم كما لها واجبات ،واما تعريف  BOGADERSS فهو أن الأسرة هي جماعة  اجتماعية صغيرة تتكون عادة من الاب والام وطفل او اطفال يتبادلون الحب و يتقاسمون المسؤولية , تقوم الاسرة بتربية الأطفال و ضبطهم ليصبحوا أشخاصا يتصرفون بطريقة اجتماعية

=  الاسرة في الاسلام

1- أهمية الاسرة في الاسلام

للأسرة في الإسلام أهمية كبرى , يمكن إجمالها في النقاط الآتية

-انها اللبنة الاولى التي تنشا فيها الاجيال

-تتولى الاسرة تربية الابناء وبالتالي بناء المجتمع

-يتولى افراد الاسرة المسؤوليات الاجتماعية

لن يتحقق هذا الا اذا توفرت الشروط الاتية في الاسرة المسلمة

- صلاح الزوج والزوجة ومن معهما

- الاعتماد على التربية الإسلامية في تربية الاجيال

- اعتماد منهج العقيدة السليمة الوسطية التوافقية في توجيه منهج الحياة للابناء و بالتالي للمجتمع

- اعتماد المقاربة التشاركية التعاونية الأفقية مع باقي المؤسسات في موضوع تربية الاجيال

-أهداف الاسرة في الاسلام

-الهدف الديني 

تكوين أسرة وتربية الأطفال على أسس كتاب الله تعالى ومنهج سنة  المصطفى صلى الله عليه وعلى اله وسلم

-الهدف الاجتماعي :توثيق المحبة و التالف وقيم التسامح و و التعاون والتازر

الهدف الصحي -حماية الاسرة والأطفال من الأمراض الناتجة عن الاتصال المحرم وبالتالي حماة المجتمع 

وظائف الأسرة :للأسرة وظائف بالغة الأهمية  في تكوين جيل صالح يخدم وطنه و مجتمعه   نلخصها كالأتي :_الوظيفة البيولوجية 

حيث تنحصر في عدة مهام    منها تنظيم النسل والإنجاب للحفاظ على النوع و انتاج جيل خال من الإمراض و المشاكل الوراثية, بالإضافة

الى توفير الرعاية الجسدية والصحية والمسكن والغذاء

- الوظيفة النفسية

- توفير الإحساس بالأمان والاستقرار العاطفي لدى أفراد الأسرة و زيادة شعورهم بالحب والحنان والسلام والراحة النفسية  من خلال العيش دون اي خطر او قلق يهدد حياتهم ,مع ضرورة أبعاد الأطفال عن أجواء التوتر والرفض لتجنب تاثيره على طباعهم الشخصية

- الوظيفة التربوية

- وهي أهم وظيفة من حيث المسؤولية ,انها تقوم على تنشئة الطفل على القيم الصحيحة و المبادئ  والأخلاق العالية , والعادات الاجتماعية الجيدة و  السليمة التي تحث على تكوين الذات  وغرس معاني الوطنية و حب الوطن , وتعليمه أهمية الوقت و الحرص على استغلاله فيما هو مفيد مساهمة في صقل الشخصية  وتطويرها كما تدله على اهمية الرياضة والتمارين البدنية بالنسبة للجسم والعقل

- لا بد من الإشارة الى اهمية دور الأسرة في تحذير الطفل من أصدقاء السوء والانحراف الفكري  والمخدرات  مع توطيد العلاقة مع الاباء لتجنب لجوءه  لغيرهم عند الحاجة والضرورة

-الوظيفة الاجتماعية

هي تعليم الأطفال كيفية  تكوين علاقات اجتماعية سليمة ضمن ضوابط الدين والقيم و ذلك من خلال تعليمهم واكتسابهم مهارات وقدرات و أساليب التفاعل الايجابي مع المحيط مما يزيد من قدرتهم و قابليتهم على التاثير والتاثر  والتفاعل والاندماج الفعلي السليم مع الآخرين بما يجعلهم فاعلين كذوات ايجابية ومحورية في محيطهم الأسري وبالتالي مجتمعهم

بالإضافة الى تطوير قدراتهم بما يتناسب و أهداف المجتمع.

• د .الطاهر مورتجين

أستاذ باحث ورئيس جامعة أكاديمية علاء الدين الدولية الخاصة. المملكة المغربية