حبيبة في صيف مسرحي قائظ
تاريخ النشر : 2019-07-20
حبيبة في صيف مسرحي قائظ


حبيبة في صيف مسرحي قائظ

كتب شفيق التلولي 

حضرت عرض لمسرحية "حبيبة" في قاعة جمعية "بادر" أحد مؤسسات المجتمع المدني في مدينة غزة، تلبية لدعوة مؤلفها الفنان والمخرج المسرحي الكبير الصديق العزيز "علي أبو ياسين" الذي أحييه لما قدمه وما زال يقدمه للمسرح رغم الحصار والدمار وانعدام الإمكانات. 

أفرحني العرض كثيراً سيما وأنني منذ أن قصفت الطائرات الإسرائيلية مؤسسة المسحال للثقافة والعلوم وتدميرها بالكامل الذي أتى على مسرحها الوحيد واليتيم في غزة؛ لم أر عرضاً مسرحياً لما أحدثه غياب هذه المؤسسة عن المشهد الأدبي والفني ودورها في الفعل الثقافي الفلسطيني، هذا ما جعلني أتألم كثيراً وأنا أبحث بين أروقة العرض المسرحي عن مساحات فنية بكل تأثيراتها على أداء المسرحيين الذين اعرفهم جيداً وأعي قدراتهم الإبداعية.

كان الألم ممزوجاً بالفرح كما قال مؤلف النص المسرحي قبل بدء العرض، زد على ذلك درجة حرارة الجو الملتهبة نتاج صيف غزة القائظ، فجاء العرض مشحوناً يختزل الزمن ولم تسعفه سطوة المكان، والمكان هنا هو البحر الذي تدور أحداث المسرحية على شاطئه لتعلو جميع أصوات شخصياتها، صوت بحر وحبيبة زوجته، وصوت صديقه وزوجته، صرخوا من أجل قضية اجتماعية في غاية الأهمية، قضية المجتمع الذكوري وسطوة الرجل على المرأة واستسلامها له ومحاولة تمردها على واقعها الرث الذي فرضته منظومة العادات والقيم والتقاليد المتوارثة.

حبكة درامتيكية سريعة بدفقة واحدة نقلتها شخصيات المسرحية الأربعة في صراع درامي بسيط في زمن قياسي ربما عالج في لحظة هذه القضية ولا أظن أنه عالج القضية بجوانبها المختلفة والمتعددة الصادمة والمدهشة، فالأمر يحتاج مقومات عدة ووسائل وتقانات تحقق الكفاءة والجودة للعمل المسرحي الهادف. 

انتهى العرض وظل السؤال المطروح: كيف لنا أن نطور المسرح الفلسطيني بما يليق بمبادرة واجتهاد هؤلاء المسرحيين، وأين دور الثقافة والمؤسسة الرسمية من المسرح الذي ما زال يتنفس في غزة رغم كل المعيقات؟!