حكمة "هادي" في ملف الحديدة بقلم : محمد سالم بارمادة
تاريخ النشر : 2019-07-20
حكمة "هادي" في ملف الحديدة بقلم : محمد سالم بارمادة


حكمة "هادي" في ملف الحديدة

كُتب بواسطة : محمد سالم بارمادة 

تتبع المليشيات الانقلابية الحوثية الإيرانية الإرهابية نهج إطالة أمد الحرب وتصعيد المأساة الإنسانية باعتبار ذلك أقوى أسلحتها لابتزاز المجتمع الدولي ورهن ملايين من المدنيين جوعى ومرضى بالأوبئة خدمة لمغامرتها ومشروعها العنصري في اليمن, لذا فأنني أعتقد جازماً إن فخامة الرئيس القائد المشير عبدربه منصور هادي يتعامل بحكمة شديدة في ملف الحديدة الشائك والمعقد, فبقدر أهمية التأثير الاستراتيجي على أي ملف بقدر ما تكون الضغوط على صانع القرار, هذا الأمر هو أحد قوانين علم السياسة على مر التاريخ, ولعل هذا الأمر ما يدركه فخامة الرئيس هادي . 

عند إبرام اتفاق استوكهولم ببنوده الواضحة التي نصت على خروج ميليشيا الحوثي من الموانئ الثلاثة الحديدة والصليف وراسي عيسى وأن تسلم لشرطة خفر السواحل تحت إشراف مراقبين دوليين والأمر كذلك فيما يخص مدينة الحديدة عاصمة المحافظة، ولكن عند تنفيذ الاتفاق اصطدمت الميليشيا بكبير المراقبين الدوليين السابق باترك كاميرت عندما طلب منهم تنفيذ بنود الاتفاق كما هي ومن دون تأويل أو تفسيرات مغلوطة، لكن المنظمة الدولية رضخت لابتزاز الميليشيا وأقدمت على استبدال كبير المراقبين بالجنرال مايكل لوليسغارد . 

فخامة الرئيس القائد المشير عبدربه منصور هادي يعرف جيداً أي الوسائل السلمية هي الأفضل، ومتى تكون لغة الدبلوماسية، ومتى تكون سياسات القوة، والذين يستعجلون النتائج لا يعرفون أن طبيعة الأزمة لها أبعاد محلية وإقليمية ودولية ضاغطة ومصالح متشابكة في آن واحد, لذا فأن حلحلة ملف الحديدة لا يجب التعامل معها بالشعارات أو العنتريات أو الاستعراض بالمنشورات على منصات التواصل الاجتماعي . 

أخيراً أقول ... إن من أهم صفات الرئيس القائد المشير عبدربه منصور هادي هي مسألة الثبات الانفعالي السياسي في التعامل مع ملفات الأزمة اليمنية، بحيث إنه لا يتم استدراجه إلى صراع بالشكل والتوقيت والأسلوب الذي يُفرض عليه, وهنا تكمن حكمة الرئيس هادي في التعامل مع ملف الحديدة, والله من وراء القصد . 

حفظ الله اليمن وشعبها وقيادتها ممثلة في فخامة الرئيس القائد عبدربه منصور هادي من كل سوء وجعلها دوما بلد الأمن والاستقرار والازدهار .