الشهيد نصار ٢٢٠ بقلم:خالد صادق
تاريخ النشر : 2019-07-18
الشهيد نصار ٢٢٠ بقلم:خالد صادق


الشهيد نصار 220
خالد صادق
ارتقى الأسير الشهيد نصار طقاطقة إلى العلى وهو في العزل الانفرادي في سجون الاحتلال الصهيوني, حيث كان يخضع للتحقيق ويتعرض للتعذيب والعنف والإهمال الطبي, وتدهورت حالته الصحية تحت أعين السجان, ولم يكن الشهيد طقاطقة يعاني من أية أمراض, مصلحة السجون الصهيونية أبلغت الأسرى باستشهاد طقاطقة, وأغلقت الأقسام, ومنعت الزيارات, والغت كافة المحاكم وتنقلات الأسرى, بينما أعلن الأسرى في سجون الاحتلال حالة الاستنفار والاستعداد لأي مواجهة قادمة, وشرعوا بالتكبير والطرق على الأبواب, وترديد الشعارات الوطنية والشعارات المنددة بالاحتلال وجرائمه المتزايدة بحق الأسرى الفلسطينيين, وأغلقوا الأقسام في وجه إدارة السجون, ورفضوا تسلم وجبات الطعام, الشيخ عدنان قال " أن المؤشرات كلها تدل على أن ما حصل مع الأسير نصار هو ذاته ما حدث مع الأسير عرفات جرادات الذي استشهد في تحقيق سجن "مجدو" نتيجة تعرضه للضرب، واصفا الجريمة بالنكراء وأنها لا تستدعي لجنة تحقيق لإثباتها؛ بل تحتاج وقفة جدية ترقى لحجم الجريمة، وصرخة في وجه العالم والمجتمع الدولي؛ الذي يدعي حقوق الإنسان".

الشهيد نصار طقاطقة هو الأسير رقم 220 الذي يستشهد داخل سجون الاحتلال الصهيوني منذ العام 1967م, ويبدو ان مسلسل القتل وتصفية الأسرى الفلسطينيين على يد الصهاينة لن ينتهي, طالما ان هناك تواطؤ من المجتمع الدولي في حماية الأسرى الفلسطينيين, ومن المفترض أن المعتقلين الفلسطينيين محميون بموجب القانون الدولي الإنساني ولاسيما اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949م، التي كفلت حقهم في تلقي الزيارة، بحسب نص المادة (116), وفق المقررات الدولية ولاسيما نص المادة (37) من قواعد الأمم المتحدة النموذجية لمعاملة السجناء لعام 1955م، والمبدأ (19) من مجموعة المبادئ المتعلقة بحماية جميع الأشخاص الذين يتعرضون لأي شكلٍ من أشكال الاحتجاز أو السجن لعام 1988م، وينطوي أيضاً على معاملة غير إنسانية للمعتقلين والتي حظرتها المادة (10/1) من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية لعام 1976م, لكن الاحتلال لا يرى أي غضاضة في انتهاك قواعد القانون الدولي لأنه أمن العقاب, ومن أمن العقاب أساء الأدب, وللأسف المجتمع الدولي لا تسري قوانينه إلا على الضعفاء فقط فهم المستهدفون.

السلطة الفلسطينية طالبت بتشريح جثمان الشهيد لمعرفة أسباب الوفاة, وهذا الأمر يمثل مخرجا للاحتلال من المأزق الذي وضع نفسه فيه, فاللجنة عندما تشكل وتخرج بقراراتها تكون القضية كلها قد ماتت وقبرت إلى غير رجعة, بالضبط كاللجنة التي شكلت للبحث في أسباب وفاة الشهيد الرمز ياسر عرفات, والتي تتضارب مواقف السلطة حتى الآن في تحديد سبب الوفاة, رغم ان السبب معروف لأصغر طفل فلسطيني, ويبدو ان السلطة استجابت لطلب الاحتلال بتشكيل لجنة تحقيق تحت ذريعة انك إذا أردت ان تقتل أي قضية مثارة فشكل لها لجنة تحقيق, ولجان التحقيق تأخذ أياما وشهورا وأحيانا سنوات, وتخلص في النهاية إلى لا شيء, فلمصلحة من توفر السلطة طوق النجاة لإسرائيل للتملص من جريمة قتل أسير فلسطيني تحت التعذيب, الم يفزعكم نحيب أمه المكلومة والتي كانت تبحث له عن عروس لتفرح به, وتنتظر الإفراج عنه بفارغ الصبر, هل كل شيء أصبح يقاس عندكم بميزان الربح والخسارة, إننا نضم صوتنا لصوت الشيخ المجاهد خضر عدنان نصير الأسرى وحامل لوائهم بأن "ترفع السلطة الفلسطينية يدها عن موضوع تشكيل لجنة تحقيق في الجريمة وانتظار النتيجة من مجرم، لأن الاحتلال لن يأتي للفلسطيني بحق ولا عدل، فهو احتلال مارق، سارق، قاتل".

الشهيد 220 لن يكون الأخير في سلسلة الأسرى الشهداء, طالما ان السلطة تتعامل بهذا المنطق مع جرائم الاحتلال, دعوا الأسرى الأبطال يأخذون حقهم من الاحتلال بالشكل الذي يرونه مناسبا, وما علينا فقط إلا ان نبقى مناصرين للأسرى في معاركهم مع الاحتلال ومتضامنين معهم بفعالياتنا الوطنية, فهل هذا كثير؟!.