أزرار قميصي!!بقلم:محمود حسونة
تاريخ النشر : 2019-07-17
أزرار قميصي!!بقلم:محمود حسونة


ولفّني السكون جامدا!! واحترت فيما أصابني... أخذت أتأمل أزرار قميصي شكلها، أحجامها وأتحسس ثقوبها، وأحصي عددها، وأتفقدها واحدا فواحدا!! ولماذا قلبي يرفّ و أصابعي محمرّة وباردة؟!
عصرت عينيّ... أصغيت لنفسي جيدا لعلّي ألتقط كلمة واحدة أبوح بها… بعض الكلمات كانت تأتي واضحة، لكنّ صوتي هرب وسافر مع الحسون الذي احتلّ صوتي وحلّق بخفة هذا الصباح، ثمّ حطّ على غصن شجرة … صارت الشجرة كلها قيثارة تعزف أغنية أزلية قادمة من أعلى من السماء!!
عصف رأسي وضاع فكري!! تراودك الرغبة في الركض والهرب في حالة بين الغفوة واليقظة، وأنت تضحك !!
كل هذا يحدث من أنثى تجلس أمامك فجأة، تطعنك بنظرة واحدة كرعشة باردة… إنها تتحكّمُ بتوتّري على إيقاع نظراتها!!
من أين أتت؟! أين كانت تختبئ؟!
يجمعنا كل شيء: الهواء، أوراق الشجر، صوت الحسون،نكهة القهوة، إبتسامة خجولة، ويفرقنا صوتي الذي هرب، ويهرب معه الوقت!!
كفى… توقف الآن!!
كان الصوت قاطعا قاسيا!! صوت المخرج يعلن عن انتهاء الوقت… وصرخ: لم تتقن المشهد!!
كان يمكن أن تسألها سؤالا واحدا، مثلا: كم الساعة الآن؟!
سنكررالمشهد مرة أخيرة!!
كنت أفكر… صوتي يارب!!
بقلم:محمود حسونة(أبو فيصل)