عندما تتلاشى أحلام النساء بقلم:سحر حمزة
تاريخ النشر : 2019-07-17
عندما تتلاشى أحلام النساء بقلم:سحر حمزة


عندما تتلاشى أحلام النساء  

سحر حمزة 

الأنثى المرأة حين تبلغ سن المراهقة وتبدأ عليها مظاهر الأنوثة الجاذبة ،ترمقها العيون وتتأمل جمالها وتبدأ  مسيرتها في انتقاء شريك الحياة وقد تتعثر بيه مصادفة  دون أن تخطط لذلك سواء بطرق تقليدية أو بإعجاب متبادل بينهما ،وتصمم أحلاما لها التي كانت ترسمها منذ الطفولة بحيث يكون خالصا لها قد تختاره كونها أحست أنه نسخة عن والدها الذي تحبه أو شخصية معينة تعلقت بها ولكن تصطدم بالواقع مع أول يوم زواج فقد تنكسر اللوحة الجميلة التي رسمت وتتصدع حين ترى مشاهدا مغايرة فوق خيالها وتجد ما لم تتعود عليه بحياتها ولم تجد الحب والحنان الذي توقعته من شريك حياتها .

وهي كانت مثل الكثيرون الذين يحلمون وأن كانوا يعبثون ويلهون لكنهم وقعوا في براثن العشق والحب والغرام لشخص ما حتى ارتبطن بهذا الشخص  ارتباطا أبديا بالزواج وتكوين أسرة وعائلة لها أساسها وبنيتها وكيانها.

لا سيما إذا أرتبط الحب والعشق بالزواج وتكلل في بداياته بالنجاح لهذا كانت البدايات جميلة ورائعة وفجأة يذوب الثلج ويظهر المرج الذي تحول إلى تراكمات عكس التوقعات وتلاشت الأحلام التي رسمتها ما  بين المسؤوليات والإلتزمات الأخلاقية والاجتماعية والمادية وظهرت المشكلات التي تفاقمت فيما بينهما روت لي صديقة حالتها حين ارتبطت بزوجها قائلة:"  هكذا أنا حين حلمت بزوجي وعشت على أمل أنه سيكون إنسان أعتبره كل حياتي ،عشقت فيه أشياء كثيرة وكنت أراه رجلا مسئولا،يقدس المرأة التي تجتهد في حبه ويراعي المرأة التي تحاول بكل الطرق أسعادة رأيته في البدايات بمواقف مشرفة تفتخر بها كل امرأة تفخر بزوجها وأيقنت أنه يشبهني في كثير من الأشياء وأنه حلم حياتي الذي طالما حلمت به حاربت كي نبقى سوية وقاومت كثيرا كي أقنع عقلي بأنه رفيق دربي الأبدي وأنه يفهم لغتي وحاجاتي وكان يطربني بأحاديثه الشيقة وكلامه المعسول وسلوكياته الراقية .

كنت حينها وحيدة في غابة وأرى كل من حولي ذئاب بشرية ينهشون بقاياي المعذبة وكأنها تحاول ألتهامي إلى أن التقينا وارتبطنا  بالزواج الذي باركته أمي رحمها الله وباركه أفراد أسرتي ووافقوا عليه كي يحفظني بغربتي كنت مندفعة نحوه بشكل كبير وأمتلك مشاعري وعواطفي كلها وكأنه وحده من يملكني دون أحد ممن أعرفهم ،لقد عرف بذكائه وحيلته معنى وحدة المرأة وغربتها فداعب أفكاري وسيطر علي وعلى ممتلكاتي النفسية والمادية لأني رأيته بقمة الإنسانية بتعاطفه معي وكنت أباهي به الدنيا والأصدقاء والمقربون الذين حسدوني على حبه واهتمامه بي ولم أسمع نداء العقل الحكيم الذي نبهني أنه يبحث عن ضالته في مادياتك بما تجنيه من عملك لا تؤمني له حياتك فهو كطائر الحب يهدي حيث يعشق ويحقق مصالحه فقط أنتبهي لكنني لم أكترث لهم وسمعت نداء قلبي إلى أن اكتشفت متأخرة خداعه لي بإحضار ضرتي حيث نسكن ويريدها مشاركتنا حياتنا الأمر الذي كان فاجعة لي فرفضت ذلك بكل الوسائل ومرضت وتفجرت دماغي وبقيت طريحة الفراش والمستشفيات حتى غادر برفقتها إلى موئل جديد لهما بعيدا عني وانقطع عني فجأة وغاب عن حياتي حتى طلبت التفريق والانفصال وقد حدث ذلك" .

هكذا تلاشت أحلامي وحمدت الله أنه لم يكتب لي الإنجاب منه كي لا تكون  لي به صلة لاحقا وها انا كما السابق دون زواج أو ارتباط ونسيت أحلام العصافير وأيام الطيش والمراهقة بحثا عن رفيق درب .  

هكذا تتلاشى الأحلام لهذا أوجه صرخة للنساء والفتيات المقبلات على الارتباط بالزواج لا تؤمني لرجل ولا تسلمي كل أمورك له لان  مصلحته أولا وهدفه مكاسبك ولست أنت فالتجارب كثيرة والساحة عامرة بالحكايات الشبيهة بحالة صديقتنا التي يتولاها الله وحدها في عالم لا يعرف الرحمة إلا إذا كنت متمكنة ومعتمدة على ذات ماديا 

لأن مثلي كثيرات ينتظرن الغيث من السماء لإنقاذهن كي يسترن أنفسهم بدخل ثابت وزوج حكيم يخاف الله بنا .

انتهى