أم علي - بطولات ومؤامرات بقلم:م. نواف الحاج علي
تاريخ النشر : 2019-07-17
أم علي - بطولات ومؤامرات بقلم:م. نواف الحاج علي


ان الكثيرين منا أكلوا الحلوى المسماه ) أم علي ) والمكونه من الخبز والحليب والمكسرات والسكر --- ولكن هل سأل أحد ترى ما سبب هذه التسميه ؟؟؟ – ان وراءها بطولات نقف لها اجلالا واحتراما - ومؤامرات يقف لها شعر رؤوسنا حزنا وأسى --
تولى الأيوبيون حكم مصر في عهد الدوله العباسيه وبرز منهم نجم الدين أيوب والذي اعتقل من قبل خصومه وسجن في قلعة الكرك سنة 1239 م –بينما كان في طريقه من الشام الى مصر – رافقه في سجنه جارية تركيه كان قد اشتراها قبل ذلك فأخلصت له ووفرت له أسباب الراحة في سجنه وولدت له ابنه خليل - والذي توفي فيما بعد - ولما أفرج عنه توجه الى مصر وتزوجها واطلق عليها لقب شجرة الدر –
زحفت القوات الصليبيه بقيادة الملك الفرنسي لويس التاسع نحو مصر واحتلت دمياط وبينما هي تستعد للانقضاض على المنصوره توفي نجم الدين ايوب في عز الأزمه فما كان من شجرة الدر الا أن اخفت خبر وفاته حتى توقف انهيار معنويات الجيش وأخذت تدير العمليات العسكريه مع الأمراء من المماليك وأدارت دفة الحكم بذكاء وحنكه حتى انتصر المصريون بعد أن كمنوا للصليبيين في المنصوره وهزموهم شر هزيمه - وأسر قائد الحمله الصليبيه السابعه لويس التاسع وافتدى نفسه بفدية كبيره وافرج عنه بشروط مذله ---
وفاء لزوجها ولمصلحة البلد أرسلت لابن زوجها – توران شاه – والذي كان في حصن كيفا على حدود تركستان - أرسلت اليه للقدوم الى مصر ليتولى خلافة ابيه – ولكن توران شاه بعد ان استولى على الحكم تنكر لها وللأمراء من المماليك الذين انتصروا في الحرب على الصليبيين - فما كان منهم ومن شجرة الدر الا أن تخلصوا منه واغتالوه واستمر حكمه ثلاثة أشهر - بعدها اختارها المماليك لتولي الحكم تحت اسم ( الملكه عصمت الدين أم خليل – شجرة الدر ) وبذلك انتهى عهد الدوله الأيوبيه في مصر وبدأ عهد المماليك سنة 1250 م – 2 أيار
لم يرق ذلك للايوبيين ولا للدوله العباسيه المركزيه في بغداد أن تتولى الحكم امرأه – فبعث الخليفة العباسي المستعصم بالله رسالة للمصريين رسالة تقول ( اذا كانت الرجال قد عدمت عندكم فأعلمونا حتى نسير لكم رجلا ) وهكذا رأت شجرة الدر أنه لا بد لها من التنحي بعد أن استمر حكمها ثمانون يوما – تنازلت عن الحكم للأمير عز الدين أيبك ولقب باسم المعز لدين الله وتزوجته وسيطرت بقوة شخصيتها وذكائها عليه فمنعته من زيارة زوجته الأولى أم علي وابنها --- ولكنه لما أحكم سيطرته على الحكم تمرد على املاءاتها وأخذ يستعد للزواج من ابنة بدر الدين لولو صاحب الموصل ولما علمت شجرة الدر بذلك استدرجته الى القلعه وأمرت بقتله سنة 1257 م – وأخفت أمر مقتله وأشاعت بانه مات في الليل فجأة --- ولكن مماليك أيبك لم تنطلي عليهم هذه الحيله فاعتقلوها وسلموها الى ضرتها أم علي - صيدا ثمينا – أمرت ام علي والذي كان الحقد يملئ قلبها – أمرت خادماتها بضربها بالقباقيب حتى الموت والقت بجثتها من فوق سور القلعه سنة 1257- كما أنها أمرت باحضار الحليب من كل بيوت القاهره وصنع الحلوى التي سميت باسمها أم علي وتوزيعها على الناس ----- وهكذا أخذت هذه الحلوى اسمها من هذه المرأه أم علي ضرة شجرة الدر ---