ليس للسعودية أذرع بقلم: راشد فايد
تاريخ النشر : 2019-07-16
ليس للسعودية أذرع

    ليس من رابط بين حديث أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله يوم الجمعة الفائت، وبين استقبال الملك سلمان بن عبد العزيز وفد الرؤساء، نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وتمام سلام، أمس. لكن، ما لا شك فيه ان لزيارتهم جدة، علاقة وثيقة بالمخاطر الصامتة، التي يعيشها لبنان، وتهدد استقراره، تحت غبار المواجهة الأميركية – الايرانية، بمحاولة تغيير، بالممارسة  وقوة الأمر الواقع، في بنيته السياسية ، ودستوره.

      ففي حواره المتلفز الأخير أعاد نصرالله التذكير بمدى "اخلاصه" لطهران، وعلى حساب لبنان. فهو، وللمرة الألف، ومن دون أي تفويض من الدولة اللبنانية، أو إجماع شعبي، لم يستثني احدا في المنطقة من نيرانه: هدد "الجميع" بحرب مدمرة ان تعرضت ايران لاعتداء، ووزع "توجيهاته" في كل اتجاه وكل الأمور الداخلية والخارجية. ولم ينس نصرالله العقوبات الأميركية الأخيرة على نائبي الحزب اذ رأى ان الدولة اللبنانية أهينت بذلك ودعاها الى "الدفاع" عن نفسها.

    نسي الأمين العام ان الدولة التي يطالبها بهذا الدفاع، أهينت، وتُهان كل يوم، منذ ارتد بسلاح المقاومة، من جنوب الجنوب، الى الداخل، ولم تكن 7 أيار 2008 في بيروت والجبل، إلا توقيعا واضحا على تصميمه على هذه الاهانة، ولربما نسي ان الصواريخ التي يهدد بها اسرائيل، ليست في ملكية الدولة، وان الشعار المثلث الشهير هو صيغة اهانة لحقها في احتكار السلاح، وانفرادها بقرار السلم والحرب. ونسي أن في باب الإهانة اتخاذ قرار بتوريط شبان لبنانيين في الحرب السورية، وقبلها في العراق، ثم اليمن، عدا محاولات اغتيال وتفجيرات من الكويت الى اميركا اللاتينية وبلغاريا.

       أهم ما في الحوار انه يندرج في نهج الحزب المؤدي الى إلغاء الدولة، وفي الحد الأدنى ابتلاعها لتتأكد ستارا يخفي سيطرة الدويلة. من هنا تبرز أهمية حديث الرئيس فؤاد السنيورة في "جدة"، على الحاجة الى "ايجاد المسافة الصحيحة بين الدولة و"حزب الله"، مذكرا بان سياسة النأي بالنفس بقيت حبرا على ورق".

    لكن أهم خلاصات لقاءات الوفد في المملكة ما قاله بيان الرؤساء نقلا عن الملك سلمان:

1-   أهمية تعزيز العلاقات بين البلدين.

2-   حرص السعودية "القوي" على لبنان.

3-   الحفاظ على اتفاق الطائف وصيانته.

4-   أهمية اعادة الاعتبار والاحترام للدولة اللبنانية وبسط سلطتها بقواها الشرعية واستعادة هيبتها.

وربما لأن الوفد الرئاسي يعرف لهفة اللبنانيين إلى النتائج، أكد ميقاتي وسلام، حرفيا، انتظار "خطوات سعودية، قريبا تجاه الدولة اللبنانية"، فيما شدد السنيورة على أهمية إعادة الاعتبار الى "اتفاق الطائف"، والدستور، والدولة والسلطة وسياسة النأي بالنفس.

أهم ما في نتائج الزيارة أن المملكة تصر على أن تتعامل مع الدولة في لبنان، وليس مع "أذرع"، كما عادة غيرها.

[email protected]