الغريب!!بقلم: محمود حسونة
تاريخ النشر : 2019-07-15
الغريب!!بقلم: محمود حسونة


وحين غزا طيفها مخيلته، هاج قلبه؛ تقدم بخطوات عمياء في الزقاق كأن قوة خفية تدفعه!! لا أحد يعلم أين سيذهب؟!
كان سواد الليل السميك يلف كل شيء؛ فتبدو البيوت أشباحا!! والمكان اتخذ شكل موت واضح!!
ماذا تريد؟! وماذا يعني أن تمضي في هذا الليل؟ توقف للحظة مرتبكا ساهما…من أين جاء هذا الصوت بنبرته الحادة؟!
ظنّ أنه سيعود… كان يتمنى ذلك، إلا أنه واصل نقل خطواته في الليل، كأنه يجتاز أسوارًا عالية!! وصوت وقع خطواته يلاحقه واضحا رتيبا… ماذا لو لم تعرفني؟!
سمع جسما يرتجف؛ فارتجف معه، والتقت لمعة عينيه- رغم الظلام- مع عيني قطٍّ قفز أمامه!!
هو الآن أمام بيتها مباشرة، مشدودا، بدا بيتها الملفع بالظلام والمحصن بالسكون، غريبا…تبسم بسذاجة، أتمنى أن أقول لها كل شيء!! هل سيتغير شيئ بعدها، وتهدأ روحي؟!
اعذريني لأني جئت بلا موعد… وسأقنعك بأني أحلم!!
أسبل عينيه وتنفس بعمق، ثمّ قرع الباب بهدوء، كان ينتظر صوتها يأتيه وشوشة ناعمة… لكنّ صوتًا جاءه من خلفه مباغتا مضطربا وحادّا!!
أفزعه ذلك؛ وحين حاول أن يركض هاربا استفاق من نومه وانقطع الحلم..
جرّب أن ينام مرة أخرى على أن يزيّف الحلم .. كأن يحذف الصوت الذي باغته من خلفه، وأن يبيّض سواد الليل، وينقل بيتها ليكون أمام شرفته تماما، ويغرس شجرة يستظلان بها.. ثم يغيّر اتجاه الريح فربما يسمع صوتها بوضوح ولأطول فترة!!
وحين عجز وقد راوغه النوم… كتب حلمه على هذه الورقة!!
بقلم: محمود حسونة(أبو فيصل)