طارت! - ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2019-07-14
طارت! - ميسون كحيل


طارت!

تذكرت حادثة كنت قد قرأتها يوماً دون التأكد من مدى حقيقتها أو إنها إبداع من الخيال، ومع التقارب الموجود بين الحقيقة والخيال في هذا الزمن فلا بأس من أكتب إليكم عن هذه الحادثة لكنها ليست موجهة لكم بل لكل من تنطبق عليه أحداث الحادثة.

في زمن الاحتلال والاستعمار البريطاني لدولة ما قام ضابط بريطاني بصفع مواطن فقير على وجهه، وفي ردة فعل غير متوقعة قام المواطن برد الصفعة وبقوة على وجه الضابط البريطاني الذي تجمد في مكانه ثم غادر المكان من هول المفاجأة ، عاد الضابط سريعاً إلى القاعدة العسكرية وطلب لقاء القائد حيث شرح له ما حدث وطلب منه معاقبة المواطن الفقير. فجأة قال القائد للضابط خذ هذا مبلغ كبير من المال واذهب للمواطن واعتذر له عما بدر منك وأعطه المال! جن جنون الضابط فقال له القائد هذا أمر، نفذ، وقد فعل الضابط أن ذهب للمواطن الفقير واعتذر منه وأعطاه المال.

بعد سنوات وبعد أن أصبح المواطن رجل أعمال لم ينس القائد الحادثة، واستدعى الضابط مجدداً وقال له هل تتذكر صفعة المواطن الفقير؟ فرد عليه لا يمكن أن أنسى. هنا قام القائد بإعطاء أمر عسكري للضابط بأن يذهب للمواطن ويصفعه أمام الناس! بعد تردد ذهب الضابط إلى المواطن "الغني" ورجل الأعمال وصفعه على وجهه، وانتظر قليلاً لكنه لم يرَ من المواطن إلا أن طأطأ رأسه وصمت!!

عاد الضابط سريعاً إلى قائده وهو في حالة من الغرابة، وقال لقائده ما حدث مستغرباً من ردة فعل المواطن هذه المرة؟ فقال له القائد في المرة الأولى عندما كان فقيراً فقد رد إليك الصفعة دفاعاً عن كرامته لكن في المرة الثانية وهو غني طأطأ رأسه لأنه يملك ما هو أهم من كرامته، وخاف أن يخسر ما يملك! يعني الكرامة طارت.

كاتم الصوت:
عاشت قطر! مال وتفاهمات!

كلام في سرك: اقتربت المصالحة لأن تكون قضية مثل قضية فلسطين.

ملاحظة : إذا صدق الخبر نتمنى أن لا يكون البصامون هم المفضلون ففتح غنية بالصادقون.