بائع القهوة بقلم: سلامة عودة
تاريخ النشر : 2019-07-13
بائع القهوة بقلم: سلامة عودة


بائع القهوة
توجه بعد أن أنهى دوامه نحو مجمع السيارات ليستقل سيارة عائداً إلى بيته ، والشمس تودع زمنها نحو المغيب، ونظراً للأزمة التي تسود المجمع وبخاصة يوم الخميس ، عودة الطلبة إلى بيوتهم ، وخروج الموظفين ، والناس العاديين ، طُلب منه أن ينتظر ريثما تخف الأزمة ، ويتاح له أن يأخذ مقعده في إحدى سيارات الأجرة ، استثمر الوقت في قراءة جريدة كان اشتراها من بائع الجرائد القريب ، واقتعد مكاناً هادئاً ، ثم خف لشراء كوب قهوة مرة ( سادة ) ، توجه إلى بائع على ناصية الشارع ، وبجانبه خزانة زجاجية مترعة بعلب السجائر المتنوعة الشركات ، ويعلوها علب منضدة ، وقداحات متنوعة الأشكال، ساجله قائلاً: أريد فنجان قهوة ، فقال: لدينا كؤوس كرتونية سفرية ، فقلت : لا بأس ، أستطيع حملها والتوجه إلى المجمع لانتظار الدور للذهاب إلى البيت .
استخرج موقد النار من تحت وعاء كبير به ماء ساخن ، وملأ غلاية القهوة بالماء الساخن ، ووضعها على الموقد ، وأخذ يحركها بمعلقته ، حتى فاحت رائحتها الذكية ، ومن ثم سكبها في الكأس الكرتوني ، وفي هذه الأثناء جاء طفل يريد شراء قداحة ، وقد أخذ يتأمل ألوان القداحات ، ومن ثم ليشتري السجائر ، نظر إليه البائع نظرة شزرة ، قال: لا يوجد عندي قداحات ، اذهب وشأنك ، وعاد يقدم لي كوب القهوة وهو يقول: لا أبيع أطفالاً ، لم يبق إلا أن يقول : إلي بسيجارة ، وهو طفل صغير ، وعلينا أن نزجره ليشتري شيئاً مفيداً لا أن يتعلم عادة مقيتة كهذه ، أخذ كوب القهوة وقد شكر البائع على تصرفه هذا الذي هو جزء من منظومة الانتماء والحفاظ على الشباب ربيع الوطن ولبنات البناء.