إلى عمي أبو أدهم بقلم:هلا تيسير ابوبكر
تاريخ النشر : 2019-07-11
إلى عمي أبو أدهم بقلم:هلا تيسير ابوبكر


الى عمي ابو ادهم

-هلا تيسير ابوبكر

کیف حالك هناك یاعمی ؟ تری هل مازلت تملأ المکان ضجیجاً بضحکتك ؟ سأخبرك قلیلا عن أخيك الذی لم تنجبه أمك ،عن صدیق لك منذ أکثر من خمسين عاما ، هل تعلم أن حزنه علیك فاق حزنه علی اخوته من أمه وأبیه ،هو لم یعترف بذلك ولن یعترف لکننی أعلم عنه أشیاءاً لا یعلم هو بها ، هل تعرف أن صوت ضحکته حین کان یجتمع بك وبالرفاق القدامی لا تضاهی أی ضحکة جمالا ،نعم انی أتکلم عن والدی الذی یرتدی بزة رسمیة یزینها بابتسامة خجولة یکاد المرء یسرقه منها سرقة ، أبی الذی کنت أوصیه علی أسراری ویفشیها لك فرحاً أو حزیناً بها ، کان یشارکك کل شیء حتی حبنا . أتساٸل ان مازلت لاتحب سماع لینا شمامیان صباحا ولا تبدلها بصوت فیروز أبدا مهما علت أصوات المدافع والرصاص علی أوتستراد صحنایا ، أتذکرنی یا عمی ؟ أنا ابنة أخیك التی کنت تقول فیها ”هی الفتاة المقبلة علی الحیاة ،عیناها تعلن ذلك “ یبدو أن الحیاة مازالت تعبس فی وجهی ولکنی مازلت أصارعها کما عهدتنی . تخشی والدتك لقاء والدی بعد رحیلك، تقول ستراك أمامها مجددا ان حصل ذلك، ویخشی والدی اللقاء نفسه لعلهم یخافون العودة معا لشارع الأمین الحزین علیك مارین بقهوة أبو حشیش الخالیة من أهازیجکم الی صحنایا ملجٶنا الأخیر 

رحمة الرب تغمرك کما غمرت کل من حولك حباً وسندا