ترياقٌ زائفٌ بقلم: يزن خالد الدميسي
تاريخ النشر : 2019-07-05
(ترياقٌ زائفٌ) 

دقت الساعة الثانية عشرة بعد منتصف الصباح، خرجت من بيتي الزجاجي المُسوّر بالقش، ركضت والرصيف، السماء فوقي في غيمة، والقمر مشرق، والجو ماطر، شعرتُ بعقلي داخل قلبي المرتجف.

أثناء ركضي تعثرت بي، فانكسرت عيني، وحين نقلت إلى المشفى كانت أوردتي تدق، ويدي تنبض... 

خرجت من المشفى حاملًا عيني بكفّي الأيسر، أرى في وجوه الناس نوعًا من السخرية، والتعاطف، والحزن، ثمّ الخوف منّي...‎

لملمت بقاياي المتشظية، كدتُ أجن بشكل يفوق المسمى، أصابني نوع من الهستيريا، بكيت حتى كدتُ أفقد عيني اليمنى، عدتُ إلى منزلي، رافقته عشرة.. سبعة عشر.. عشرين.. ثلاثين عامًا، خرجتُ منه وأنا مسنّ، لا أرى أحدًا من أبناء جيلي، أرى أناسًا صغارًا، سئلتُ عن عيني قبل حالي! قلت: "كنت في حرب وهذه آثارها". 

لقد كذبت! 

ماذا يحصل؟ ماذا حصل؟

- أصبحت شيخهم وقائدهم، أصبحت ذا مكانة وتقدير، أصبحت إنسانًا.

- يزن خالد الدميسي.