القديسة بقلم:سمير دويكات
تاريخ النشر : 2019-07-01
القديسة بقلم:سمير دويكات


القديسة
القصة القصيرة
سمير دويكات
كان هناك في قديم الزمان، كاهن اكبر لإحدى الممالك في امبروطورية في الجناح الشرقي من الكرة الأرضية، وهذا الكاهن كان لديه بالإضافة له عدد من الكهنة الآخرين، وكان يعينهم إله الشمس الذي كان لديه زمرة فاسدة، وتعرف فسادهم من سود وجوههم، وفي لحظة من الأوقات، غزت عليهم إحدى الامبروطوريات الأخريات، وقضت على اله الشمس، فقام الزمرة الفاسدة بتقديم احدهم ليعتلي العرش بعد اله الشمس، وكان أكثرهم قربا هو اله النار، وكان كل شخص يقترب منه يحترق أو يصاب بالمرض.
وإله النار، لم يكن محبوبا بتاتا، بل كان مكروها لدرجة أن الناس اتهمته بقتل اله الشمس الذي كان معظم الناس يحبونه، ويودون أن يستمر على الرغم من نعت البعض له بالديكتاتوري والخائن بعض الأحيان لكونه كان يمنح بعض أراضي الامبروطورية للملوك الآخرين مقابل بعض الولاء، واله النار وزمرته وقعوا في حيرة، ولكنهم بدؤوا بالتوحد على كلمة رجل واحد، حتى استطاعوا تنصيب اله النار، والذي لم يكن يتمتع بشرعية الرعية والشعب، فلجأ الزمرة إلى الكاهن ليبدي لهم النصيحة، فقال لهم سأصنع لكم شيئا يمكن من خلاله تنصيب اله النار وان يفرض على شعبه بالنار والحديد، ولكن مقابلها أن يستمر في كهنونيته مع الآخرين دون مس يصبهم وان تغدق عليه الأموال والهدايا.
فقرر أن يستفتي الشعب على قبولهم لإله النار، فصنع لهم يوما استفتاء وتم نجاحه بعد إغداق الأموال ولكن بنسبة بسيطة وفاز وتربع على العرش دون زحزحة حتى الممات وبقي في الحكم برعاية الكاهن، وبعد سنة وأكثر تم اقتراح عليه أن يكون لديه مجلس مستشارين ظاهري، ليضفي شرعية أخرى عليه، ولكن ساءت الأمور على خلاف ما يتمنى ولكن اله النار كان غير مكترث لأنه احتسبها نكاية في زمرته، الذي استمروا في مناكفته وبدأ في الخلاص منهم واحد تلو الآخر، حتى خضع له الجميع.
وقد جاء مجلس المستشارين الجديد على خلاف ما رغب الإله والكهنة والحبر الأعظم، فقاموا بطرد الحبر الأعظم من مملكته، وسرعان ما تدخلت زوجته لعلاقتها لدى الكاهن وفرضته حبرا على مملكة الكهنة، فقام بالسيطرة عليه وفرض أجنداته كما يرغب، وخلال سنتين قام بجمع زمرة فاسدة حوله، وأغدق عليها الهدايا والأجور والسفرات والزيارات والكراسي وغيرها من المركبات وكل ما يتمنون، وبدأ يتخلص من كل ما يعارضه حتى نخ له الجميع، وكان في بداية عمله في المملكة امرأة تعمل كسكرتيرة في مملكة الكهنة لكن سرعان ما أحبها الحبر الأعظم، حتى وضعها في موقع متقدم وأغدق عليها كل ما تحب وأصبحت قديسة في الاسم والعمل ولم يقم بعمل إلا بعد رغبتها ومشورتها، وقد كان خلفها رجل ذو جثة كبيرة وذو بشرة مائلة إلى الجهامة، وهو كان مصدر قوتها وكان هو الذي يوجهها في كل ما تعمل ويحارب لها كل ما يعارضها، وأصبحت ذو نفوذ كبير، واحد زمرة الحبر الأعظم، استمرت في دعمه كما العبيد لسيدهم، فهم مرافقوه وموافقوه في كل ما يطلب وفي كل ما يود عمله، حتى أصبحت المملكة وكل ما يتعلق بها كأنها حجارة شطرنج. هذا حال مؤسساتنا.