مثالية أفلاطون في أوروبا بقلم:عدي أهل
تاريخ النشر : 2019-06-26
كثيرة هي الأفكار التي جاءَ بها الفيلسوف اليوناني * أفلاطون * في كتابه الجمهورية و الذي قامَ على مثالية بحتة في وصفِ مدينته الفاضلة ، التي رآها أفضل أشكال الحكم ، و رغم أن أفكار كتابه هذا من حيث التطبيق قامت على الخيال العميق ، إلا أنّ من تلك الأفكار ماقد يقبلُ الاسقاط على أرض الواقع !حيث ذهب فيلسوف أثينا للقول : بأنّ شرعية السلطة السياسية مرهونة في ممارساتها بأنْ تكون عائدة على المحكومين بالنفع ! و بالنظر الى الواقع السياسي الأوروبي نرى بأن هذا القول قد طُبِق بدرجة كبيرة ! حيث تعتبر الدول الاوروبية بهذا الوقت في مرتبة الصدارة من حيث تطبيق الديموقراطية ، و التي تُعد أحد معاني فكرة افلاطون ، لأن الشعوب في أوروبا لا تختار ممثليهم من الحكومة إلا بعد ايمان منهم بأن وجودهم سيعود بالنفع على الصالح العام ، إضافة إلى كون الحكومة التي تقوم على الانتخابات في تشكيلها تعطي الشعب مساحة من الحرية في اختيار الممثلين ، الأمر الذي يجعل من وجودهم في الحكومة مبني على تأييد شعبي يزيد من الثقة بين الحاكم و المحكوم و يكفل لهم بالإستمرار ، و اضافة الى ذلك ، الحكومة في اوروبا تجعل من تحقيق المصلحة العامة هدفا اساسيا لسياساتها أي أنها لا تنتهج السير على جسر المصلحة العامة لاجل تحقيق مصالح خاصة ! و هذا ينطبق تماما على ماجاء به افلاطون حيث استمرار السلطة السياسية في ادارة الدولةمشروط بمدى تحقيق مصلحة المجتمع .
كما أن الدول التي تقوم الحكومات فيها على هذه الفكرة عادة ما تمتلك شخصية قوية واضحة تجعل منها ذو اثر فعال و واضح على الصعيد الدولي .