ما الذي سيجنيه الحكّام العرب من تآمرهم مع أمريكا وإسرائيل على إيران؟ بقلم:د. كاظم ناصر
تاريخ النشر : 2019-06-26
ما الذي سيجنيه الحكّام العرب من تآمرهم مع أمريكا وإسرائيل على إيران؟  بقلم:د. كاظم ناصر


قادة الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية والإمارات والبحرين وبعض الدول العربية يقفون صفا واحدا وينسّقون جهودهم لمحاصرة إيران، ويحشدون قواتهم لمهاجمتها في محاولة لتغيير نظامها السياسي، وتدمير منشآتها الصناعية ومفاعلاتها الذرية ومنعها من تطوير سلاح نووي يهدد وجود إسرائيل والمصالح الأمريكية في المنطقة.
الرئيس الأمريكي العنصري المتصهين العديم الخبرة السياسية دونالد ترامب دمية بيد مستشار الأمن القومي جون بولتون، ووزير الخارجية مايك بومبيو، والسفير الأمريكي في تل أبيب ديفيد فريدمان، وبنيامين نتنياهو الذين يضغطون عليه لشن حرب طاحنة ضد إيران لإعادة ترتيب أوضاع منطقة الشرق الأوسط الجغرافية والديموغرافية والسياسية والاقتصادية وفقا لمصالح أمريكا ومخططات إسرائيل التوسعيّة!
طبول الحرب ما زالت تقرع واحتمالات الصدام تزداد يوما بعد يوم؛ بولتون أحد الصقور الداعية للحرب والموجود حاليا في إسرائيل قال ان الاعتداء على إيران قد يحدث في أي وقت، وبومبيو يقوم بزيارة للسعودية والامارات لتنسيق جهود أمريكا مع عملائها العرب لشن العدوان! وترامب يتخبط ويناقض نفسه بالدعوة للتهدئة والاستمرار بالتهديد في نفس الوقت؛ فقد قال خلال لقاء مع شبكة " إن بي سي " يوم الجمعة 21- 6 - 2019، إنه لا يريد الحرب مع إيران لكنه حذّر من انها ستواجه " المحو " لو اندلع صراع بين البلدين، وأضاف ان الولايات المتحدة لن تسمح لها بتطوير أسلحة نووية، وسيعلن عن عقوبات اقتصادية جديدة ضدّ ها يوم الإثنين 24 - 6 - 2019، مما يعني زيادة احتمالات الصدام واغلاق كل فرص الحوار لإيجاد حل سلمي للنزاع.
ترامب يستغل الوضع الحالي للاستمرار في ابتزاز دول الخليج وخاصة السعودية والأمارات خدمة لمصالح بلاده وإسرائيل. فقد قال في مقابلة تلفزيونية بثت يوم الأحد 23- 6- 2019، إن بلاده" تحتاج إلى أموال السعودية" وأضاف " إنهم يشترون كميات هائلة من المعدات العسكرية 150 مليار دولار نستخدمها بالمناسبة. نحن نستخدم هذه المعدات العسكرية "، أي ان أمريكا تستخدمها لضرب الوطن العربي، وستستخدمها لضرب إيران والسعودية تدفع ثمنها!
لم يتعلم الحكام العرب، وخاصة حكام دول الخليج الذين يتآمرون مع الولايات المتحدة الأمريكية ضدّ إيران من تجربة الحروب التي تورّطوا بها كالحرب العراقية الإيرانية، وحرب تحرير الكويت واسقاط نظام الرئيس الراحل صدام حسين، وحروب سوريا واليمن وليبيا التي كلفتهم مئات المليارات من الدولارات وكانت لها نتائج كارثية على الوطن العربي.
إيران ليست العراق أو اليمن؛ إنها دولة كبيرة قويّة لها تاريخها وتجاربها الثورية، ولها طموحاتها في تطوير قدراتها التقنية والتجارية والسياسية والثقافية، ومن المستبعد أن تستسلم للإرادة الأمريكية وتقبل التفاوض مجددا والتخلي عن برنامجها النووي كما يريد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وصديقه نتنياهو لقناعتها أنها إذا تراجعت ستخسر كل شيء وتعرّض نظامها للانهيار.
إذا ارتكب ترامب خطأ تاريخيا وأمر قواته بمهاجمة إيران فإنها سترد، كما قال قادتها، بإشعال النار في كل مكان باستخدام ترسانتها العسكرية، ومنع تصدير النفط الخليجي، وضرب المنشآت العسكرية الأمريكية في السعودية والإمارات ودول مجلس التعاون الأخرى، ومن المتوقع أن ينضم اليها حزب الله وحماس والمليشيات العراقية لتوسيع جبهة المواجهة وتعزّيز فرص انتصارها وافشال مخططات أمريكا وإسرائيل والأنظمة العربية المتآمرة معهما.
لقد انهارت أكاذيب الأنظمة العربية عن " أطماع الفرس الصفويين الشيعة"؛ الشعب العربي في كل قطر عربي ضدّ هذه الهجمة على إيران، ويدرك أن الوطن العرب يتهاوى بسبب جشع وجهل وتسلّط حكامه وليس بسبب "أطماع إيران " المزعومة؛ فالخليج الآن تهيمن عليه الولايات المتحدة بقواعدها البحرية والجوية وقواتها الموجودة في كل مكان، ومعظم الحكام العرب يوافقون ويبصمون على كل ما يريده ترامب. فما الذي سيحصلون عليه منه ومن الرؤساء الأمريكيين الذين سيصلون إلى البيت الأبيض بعده؟ لن يحصلوا إلا على ما حصل عليه غيرهم من عملاء أمريكا من خيبة وعزل وذل، وتعريض شعوبهم لمؤامرات أمريكية صهيونية تبدأ ولا تنتهي!