عُذراً، أنا لستُ معكم!بقلم:توفيق أبو شومر
تاريخ النشر : 2019-06-26
عُذراً، أنا لستُ معكم!بقلم:توفيق أبو شومر


وصلتني ثلاث رسائل من أصدقاء أعرفهم، يقولون لي:

"أين قلمُك من صفقة العصر، ومؤتمر البحرين"؟

أعزائي:

نجحتْ الألفية الثالثة من نقل ساحات المعارك، إلى صفحات الألفية الرقمية، واستنفدت طاقاتنا النفسية والعقلية، وجعلتنا نحارب طواحين الهواء، على مذهب الروائي،  ثيربانتس، وأن نحارب الظلال والخيال، وأن ننسى جوهر القضية، وأن نحرف ساحة المعركة، لتتحول معاركنا من معركة مع أعدائنا، إلى معركة مع إخوتنا وأهلنا، وأن نُغفل آلية التصدي للمؤامرة الخطيرة !

اعذروني، أنا لستُ معكم في هجومكم على دولة البحرين، لستُ مع الذين يقيسون الدول مقياسا متريا، يستهزئون بعدد سكانها، ومساحتها الجغرافية، وشخصيات سياسييها.

إنني، أنا الفلسطيني،  أحزن عندما أرى كاتبا يَعُدُّ نفسه (كاتبا كبيرا) ينشر على صفحته صورةً ساخرة لسياسي عربي، أو  نكتة مؤلمة، ليست باسمة استهزاءً بدولة عربية شقيقة، أو ينشر خريطتَها الجغرافية، فهو لا يُسيء إلى ساستها، بل يُسيء إلى شعبها كلِّه،

كنّا نحن، الفلسطينيين، طوال تاريخنا نفخر بأننا نكتشف المؤامراتِ قبل وقوعها، وأن نتوحد في مواجهتها، نجمع العربَ كلَّهم في ساحة قضيتنا، فقد كانوا شركاء لنا وسيظلون.

اعذروني، أنا لستُ معكم !!