مَقدسيٌّ عَتيق بقلم: مهند حسين سمحان
تاريخ النشر : 2019-06-26
مَقدسيٌّ عَتيق بقلم: مهند حسين سمحان


مَقدسيٌّ عَتيق


إلى تلك المدينة القديمة، إلى أجمل مدينة، إلى مدينتي التي زهت برائحةٍ عنيدة، إلى ذات العيون العميقة، إلى ذات القبة الذهبية الأنيقة، إلى تلك الروح الطيبة الرقيقة، لم أبعدك عن ناظري لدقيقة، وما شهدت عليه أسوارك العتيقة لم أنساه وأعيشه دقيقةً بدقيقة، من حبات المطر التي لا أزل أراها على خصالك الرفيقة إلى الأزهار التي فاحت منها رائحة الحقيقة، ما أزال أحتضنها وأشمُّ نسماتها الرقيقة، إلى رائحة الشتاء التي لم تعد بأطباعها السليمة، إلى الشتاء الذي عشته بالنيران الصديقة، أعيشه بألوانه الفضية الصفيقة.
يا قدسي يا عزيزتي كيف هو حال جمالك العتيق؟ ألا يزال كما هو؟ أم أنَّه اجتاحه فجور ذلك الطريق؟ أم انَّ السماء لا تزال عليك تضيق؟ أراك وكأنّي لا أعرف حاضرك وماضيك، أتغيب الزهور عن ناظريك؟ أيفيق فيك طبعٌ ليس برقيق؟ أذاك استهتارٌ بماضيك؟ يا قدسي كيف يعيش البرق فيك؟! وأين ذهب كلُّ ذلك البريق؟ كيف يعيش سكانك الذين اعتادوا طبعك الرقيق؟ أين نحن؟! وأين هو الطريق؟ وما بال ذلك الإستيطان العميق؟ كيف تدخل الشياطين حرمك العريق؟ أجيبي يا قدس لعلَّنا نجد فيك ما كان فيك، أجيبي لعلَّنا نصنع حاضرك ونعيد ماضيك، أجيبي لعلَّنا نجد
الطريق؟ أجيبي، كيف هو حالنا بعد ما حل فيك؟.