وصمة عار في تاريخ المملكة بقلم:خالد صادق
تاريخ النشر : 2019-06-26
وصمة عار في تاريخ المملكة بقلم:خالد صادق


وصمة عار في تاريخ المملكة
خالد صادق
رغم كل التحذيرات من خطورة انعقاد ما يسمى بمؤتمر البحرين الاقتصادي, وانعكاساته السلبية الكبيرة على القضية الفلسطينية, ودعوات السلطة لعدم تنظيم هذا المؤتمر في المنامة, أو التعاطي معه لأنه يضر بالمصالح الفلسطينية, إلا ان مملكة البحرين العربية الشقيقة تصر على ان تحمل عار هذه الصفقة, وتفتح في تاريخها الحديث صفحة سوداء على غرار النكبة والنكسة, وعلى ما يبدو ان البحرين قادمة على وكسة بخصوص القضية الفلسطينية, باستضافة مؤتمر مشبوه يهدف لتصفية القضية الفلسطينية, وترسيم مخطط الحل النهائي للقضية الفلسطينية برؤية إسرائيلية بحتة, وبعصا أمريكية غليظة, وبتنفيذ عربي دقيق لا يخرج عن الخط المرسوم له قيد أنملة, ففلسطين أصبحت قربان العرب «الرخيص» والسهل الذي يقدم كل يوم لأمريكا و»إسرائيل» لنيل شرف وبركة القبول والرضا من نتنياهو وترامب, وقد اعتاد الرسميون العرب على الاستناد إلى الأعداء لحمايتهم من شعوبهم, لأنهم يمارسون سطوتهم على تلك الشعوب ويفرضون وصياتهم عليها.

فلسطين انتفضت بمسيرات ومواجهات مع الاحتلال الصهيوني, في مواجهة ورشة البحرين الاقتصادية, لأن الفلسطينيين اعتادوا ان يدفعوا ثمن الانتكاسات التي يصدرها الرسميون العرب للفلسطينيين بدماؤهم, لذلك فتحت جبهة مواجهة «سلمية» مع الاحتلال في الضفة, وخرج الفلسطينيون لتراق دمائهم برصاص الاحتلال الصهيوني, لعل العرب يدركون بشاعة ما يفعلونه بالقضية الفلسطينية, ويتوقفون عن هذه التنازلات المجانية التي يقدمونها للاحتلال عن طيب خاطر, ربما يدرك الإسرائيليون أكثر من العرب, ان مثل هذه المؤتمرات المشبوهة لن توفر لهم الأمن والسلام, وأنها ستزيد من الحنق ضدهم, وأنها قد تسرع بالمواجهة معه, خاصة انه يمضي بمخططاته العدوانية, لكن الاحتلال الذي يدرك استحالة ان يقبل الفلسطينيون بنتائج مؤتمرات الخيانة والتطبيع, يراهن على تعاطي الرسميين العرب معه ومع مخططاته العدوانية, ويرى ان العرب وصلوا إلى قناعة بضرورة التحالف معها, ولا غرابة في ان تتوالى الزيارات الخليجية تباعا للكيان الصهيوني الآن.

شعب البحرين مطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى ان يعبر عن إرادته, ويعلن موقفه من مؤتمر البحرين, ويمحو من صفحة تاريخه المجيد هذا العار المسمى بورشة البحرين, المؤسسات والجمعيات المناهضة للتطبيع مع الكيان الصهيوني المجرم, مطالبة بأن تعبر عن موقفها بقوة, وتتصدى لورشة البحرين الهادفة لتمرير ما تسمى بصفقة القرن, فلا تتركوا الساحة للعابثين لكي يصموا تاريخكم بالعار, لا تقبلوا بأن يسجل التاريخ على مملكة البحرين أنها استضافت مؤتمر تصفية القضية الفلسطينية, فان هذه لعنة ستلاحقكم على مر التاريخ, مؤتمر «الوكسة» مرفوض ومنبوذ فلسطينيا على المستوى الرسمي والشعبي, وان كانت البداية عنوانها تصفية القضية الفلسطينية, فان المشوار لن يكتمل إلا بالسيطرة على مقدرات الأمة, وخيراتها, وثرواتها, وثقافتها, واقتصادها, صفقة القرن لها مراحل ومحطات ستنتهي حتما بسيطرة صهيوامريكية كاملة على المنطقة العربية والشرق أوسطية, ووحدة الفلسطينيين والبحرينيين والعرب كفيلة بإفشال هذا المخطط الخطير.