الديمقراطية التركية تجلت وتمكنت من الشعب التركي بقلم: مروان صباح
تاريخ النشر : 2019-06-25
الديمقراطية التركية تجلت وتمكنت من الشعب التركي بقلم: مروان صباح


الديمقراطية التركية تجلت وتمكنت من الشعب التركي ..

خاطرة مروان صباح / كما تقول المقولة الشهيرة كل الطرقات التى تؤدي إلى المدرسة علّمت سالكيها وأخفقت المدارس من تعليمهم ، لهذا يتسأل المرء لماذا بعد ما تعلم حزب العدالة والتنمية من الطرقات عاد ليتعلم من المدرسة ، بل نتائج الانتخابات الأخيرة تعتبر درساً كبيراً لا بد أن يعيه الرئيس اوردغان والحزب العدالة ، لأن فترة ما بين اعادة الانتخابات والتصويت الثاني تشير بأن النهج السابق مازال يراوح مكانه ، بل جاءت النتائج بفارق كبير كما أن مزاج الناس اختلف وتبقى معرفة الأسباب بحاجة إلى من ينظر فيها بالطبع من خارج دائرة مراكز القوى للحزب والنظام الحاكم ، لهذا العودة للانطلاقة الأولى كفيلة أن توقف مسلسل الهزائم وايضاً تؤسس مرة ثانية لإستنهاض جديد ، بل من الضرورة للحزب العدالة والتنمية توفير جميع الإمكانيات امام رئيس بلدية اسطنبول الجديد من أجل استكمال الديمقراطية التى أدت بدورها بشكل مشرف ليس فحسب للشعب التركي بقدر أنها مشرفة للأمة الاسلامية ، لهذا أن يعي الرئيس اوردغان في بيته خلل ذلك أمر ضروري وايضاً هناك مسألة لا تقل شئناً عن الأولى، كان من المفترض للاختصاصيين في الحزب العدالة قبل خوض الانتخابات البلدية ، القيام بدراسة التركيبة الاسطنبولية فإسطنبول على الأغلب يسكنها فئات من الشابات والشباب وبالتالي لو دفع الحزب بمرشح شبابي كانت النتائج ستختلف جذرياً .

ايضاً ذلك لا ينتقص من أهمية مؤشر أخر تجلى كذلك اثناء الانتخابات البلدية الأخيرة ، فالخلاصة تشير بأن حزب الشعب الجمهوري فمها التركيبة البنيوية لسكان اسطنبول أكثر من حزب العدالة لأنه جاء بإختصار بمرشح شبابي يحاكي في الخطاب والشكل الأكثرية الاسطنبولية وهذا إذ يشير فأنه يكشف عن حقيقة دامغة ، بأن أكثر من نصف سكان اسطنبول ليسوا متدينين أو مسيسين وبالتالي عندما جاء حزب العدالة برجل مسن وسياسي وجامد الملامح أخفق في استيعاب الشرائح الأخرى والتى هي بالأصل غير محسوبة أو مناصرة للعدالة ، وهنا تكشف الديمقراطية عن مسألة غاية من الأهمية ، فالديمقراطية خط مناقض للتدين ، لأن التدين ينطلق بتعامله مع منتسبيه من خلال الشريعة والشريعة تعتمد على العدل وبالتالي تحقيقها مسألة متفاوتة أو مفهوم تطبيقها بين فرد واخرى شائك أما الديمقراطية لا تقيم اعتبار سوى للخدمات التى تقدم ، لهذا يجد المراقب في الديمقراطيات الغربية ، هناك التفاف واضح على الجمهور الواسع ، فالمتدينون في الغرب اسقطوا الشريعة مقابل إعلاء الروحانية ، أي من الممكن للمرء فعل كل ما يرغب لكن يبقى مرتبط بالنظام الكهني الذي لا يفرض تكاليف عبادية على الفرد بقدر يكتفي بإنتمائه وبدعمه المالي الذي به يتحكم الكهنة بالمسار الذي يصل بمرشحهم للحكم وبالتالي تحولت العلاقة إلى عقد تبادلي ، تقدم خدمات تحصل على صوتي .

هناك مسألة أخرى لا بد أن يدركها سالك طريق الديمقراطية ، للديمقراطية أصولها وأهم ركيزة بالديمقراطية ضرورة تتبع ومراقبة المزاج الشعبي الذي بفضله يسقط هذا المرشح ويفوز الأخر، إذاً أسباب الإخفاق تشير عن عدم مواكبة حزب العدالة لتوجهات الشبابية الجديدة في اسطنبول والتى يسكنها أغلبية منفتحةُ التفكير والسلوك وطالما الحزب العدالة اتخذ من الديمقراطية نهج دائم ، إذاً من الضرورة الفصل بين من هو ملتزم بالشريعة وآخر لا يلزمه سوى تحسين مزاجه ، اصلح يا ارودغان تصلح . والسلام