المجري- الجزء السابع بقلم: إبراهيم عطيان
تاريخ النشر : 2019-06-25
المجري- الجزء السابع بقلم: إبراهيم عطيان


الجزء السابع

ظل نادر يواصل العمل في أوروبا لتخطي تلك المرحلة الصعبة
فالكثير من الأشخاص يعانون في مثل هذه المواقف من تدفق للطاقة السلبية في أنفسهم وشخصيتهم، مما يؤثر سلباً في طريقة تعاملهم مع الأخرين، وطريقة عيشهم لحياتهم، وغالباً ما تؤثر الطاقة السلبية بالأشخاص أصحاب الشخصية الحساسة
لكن التفكر والتأمل يساهم بقدر كبير في تفريغ الطاقة السلبية والتخلص من الشعور بالإحباط وبث الأمل والرغبة في التغلب على روتين الحياة، والخروج عن المألوف، والسمو بالنفس نحو آفاق جديدة، كما يساعد الخيال كثيراً في تخطي المشكلات وتهدئة النفس؛ بالتفكير الإيجابي والتطلع إلى مستقبل أفضل ؛ فيجب ألا
يكون الشخص واقعياً أكثر من اللازم، بل من الضروري أن يفسح المجال لنفسه بالتفكير وإطلاق العنان لخياله بعيداً عن الواقع قليلاً ؛ لما في ذلك من فوائد عظيمة وثمار طيبة، فلو تأملت قليلاً لوجدت أن الخيال واقع تتمنى أن تعيشه.
كما ينصح بممارسة عمل محبب، يساهم في الترويح عن النفس، كهواية مفضلة، أو زيارة الأصدقاء، وتجنب الحديث عن المشكلات النفسية، والاكتفاء بكتابة هذه المشاعر والأحاسيس على الورق، وتمزيقها فيما بعد . كل تلك الممارسات والطقوس كانت كفيلة بإخراج نادر من دائرة الحزن والانحراف
الفكري حتى عاد إلى أرض الوطن بعد فترة غياب طويلة ليبدأ حياة جديدة بين الأهل والأصحاب.
لكن حب الذات الذي يصل حد الأنانية جعل تلك الفتاة تأبى أن تتنحى عن طريقه ؛ حيث أطلَّلت من جديد بعدما علمت بعودته من أوروبا، فعكفت على مطاردته وتتبع خطواته في كل مكان دون
كلل أو ملل؛ في محاولة منها لإعادة الماضي كما كان بالرغم من زواجها وإنجابها!
يبدو عليه العجب والذهول، كيف ذلك، ألم تكتفي غدراً !!
رفض بشكل قاطع محاولاتها المتكررة لإعادة الود، لكنه كلما أغلق باباً أطلَّـت هي من الأخر
ظلَّـت تطارده في كل مكان وبشتى الطرق، الاتصالات لم تنقطع بشكل يومي وربما أكثر من يومي، تلاحقه في بيته، في محل عمله .... في كل مكان .
تبدو وكأنها محاوله للحصار .
لكن صدمته فيها كانت أكبر من تلك المحاولات.
فقد تلاشت صورتها أمام عينيه ‘وماتت ذكراها في قلبه.
فنسي منها القبيح قبل الجميل.. في الأساس هو لم يعد يذكرها..
ولأنها تعرفه جيداً بدأت أمالها المشبوهة تتبخر، فقدت الأمل في السيطرة على فكره الجامح ‘ وقلبه المغلق بأصفاد لا يمكن كسرها. علمت بأنها ربما تحرث في ماء البحر..
شعرت بخيبة لم تكن تتوقعها بعد أن رأت ردة فعل قاسية ما جعلها لا تترد في وصف ذلك
بالجحود نحوها والإنكار لما كان
لكنه لا يعبأ بكل تلك الافتراءات والمعتقدات الخبيثة ..
فليس هذا بالغريب على من خان وغدر ....
ولأنها أدركت جيداً أن ما تفعله لن يجدي: قررت الانسحاب في صمت والرحيل كما فعلت من قبل . لكن الـرحــيـل هـذه الـمـرة: رحــيـلاً بلا عـــودة. "
رحـــــيـلاً عــن الــحـــيـاة "
رحلت بسمة عن الحياة عندما تركته في محطة القطارات بعد أخر لقاء ... ماتت أمام عينيه
وهي تنظر بعين حائرة ما بين الماضي والحاضر ، تلوح بيديها وداعاً.
كانت نظرة الوداع هي الأقسى والأصعب ‘عندما ألقت بنفسها تحت عجلات القطار أمام عينيه لتنتهي وينتهي معها فصل بائس في تلك المسرحية الهزلية.
يبدو أننا نعيش في زمن تتبدد فيه الآمال ، تتحطم على صخوره الصلبة عديد من الأفكار
تتبخر الأحلام فيه بين ليلة وضحاها.
فلم يعد للمشاعر دور في استمرار العلاقات.
أو أن المشاعر لم تكن موجودة من الأساس!!
قد تكون هناك قواعد أخرى لم نعرفها ‘وقوانين تحكم العلاقات
تعطي الأمر بالاستمرار أو الانتهاء .
ربما استُحدثت تلك القوانين ونحن في غفلة ، أو أننا نعيش في زمن أخر لا يناسبنا .
كل شيء يبدو غريباً من حولنا ؛ نتعمق في الأحلام الجميلة فنستفيق منها على واقع أليم يمطرنا بضربات موجعة
تترك ندبات في النفس وجراحاً دامية لا يقوى عليها إلا محباً للحياة ، كارهاً للحزن والألم مؤمناً بالقضاء والقدر ،
أو منكراً لما يسمى بالمستحيل.

تابعوا أحداث جديدة في منشورات قادمة
بقلم: إبراهيم عطيان