أمريكا تنتصر لإيران وإيران تنتصر لأمريكا!!بقلم : محمد عبدالله البشيتي
تاريخ النشر : 2019-06-25
سيرت أمريكا طائرة تجسس فوق الأجواء الإيرانية ، فأرسلت إيران إنذارات متكررة بضرورة الانسحاب ، فاستمرت أمريكا بتسيير طائرة الأمل ، فأسقطت طهران الطائرة ، فعبرت عن انتصارها ، سقطت الطائرة ، ولم تسقط أمريكا ، سقطت الطائرة ، ونجا وبقي الأمل بالتحشييد والتجييش الدولي فكان انتصار أمريكي بيد إيرانية .
لو كانت الولايات المتحدة حقا تعتبر إسقاط الطائرة عدوانا ، لما أرسلت الطائرة أصلا ، وعلى أقل تقدير لسحبت الطائرة بعد إنذارها ، ولكن أمريكا ضحت بالطائرة ولم تضحي بزيادة الضغط والتأليب والحشر الدولي ضد إيران مسقطة الطائرات ، فهنا لو أردنا إجراء تحليل منطقي بلغة الحساب يمكن القول هل خسرت أمريكا طائرة ثمينة ، ولكن ماذا ستجلب على هذا النصر الدبلوماسي والسياسي والاقتصادي ، يمكن لنا أن نعدد :
1- زيادة الدعم والمساندة من الدول الأوروبية في مواجهة مسقطة الطائرات إيران .
2- تعتبر مبررا قويا لتوجيه ضربة مؤلمة لإيران وحلفاؤها .
3- زيادة العقوبات الاقتصادية بشكل غير مسبوق ، وربما الضغط على الاتحاد الأوروبي للانسحاب والتحالف عسكريا ضد إيران في مرحلة قادمة .
نعم انتصرت إيران أيضا ، فحصار طويل ، ونكث للمعاهدات ، والاتفاق النووي ، وتشديد العقوبات على إيران ، فماذا كان عليها بعد كل هذا السخط سوى إسقاط الطائرة ، وكأن نوعا من القصاص قد تحقق من المجرمة أمريكا ، فهنا انتصرت إيران على يد أمريكا كما انتصرت أمريكا على يد إيران .
صحيح أن الانتصار الأمريكي ماديا على المدى القريب والمتوسط القادم ، وصحيح أن إيران انتصرت معنويا بشكل آنيا ، لكن تبقى الحقيقة ما بين المعنوي والمادي أرواح بشر معلقة بما تحمله الفترات المقبلة من أمل يلملم ما تبقى من جراح أو ألم يقضي على جراح نزفت حان رحيلها .