كل عام وأنت بخير..يا إبراهيم !! بقلم: إبراهيم شواهنة
تاريخ النشر : 2019-06-23
كل عام وأنت بخير..يا إبراهيم !! بقلم: إبراهيم شواهنة


لم يكن ذلك بالحسبان، ان يتم التنكر لكل متاعبك، وما قدمته لهم من محبة، نسيت نفسك، وما تحب وسعيت من اجل اسعادهم، قدمت قلبك، فتغافلوا عن هديتك، وابتعدوا عنك، آلمك وضعك القاسي وآليت على نفسك الا تنطق حرفا يدل على غصتك الكبيرة، كل شيء توقعته، الا ان يتركوك في وقت تكون باحتياج الى كلمة منهم، تخفف بعض ما انتاب قلبك من آلام، ماذا يمكن ان تقول لمن يحرص على الاستفسار منك عن مصيرهم المجهول، وما الذي جعلهم يبتعدون عنك ذلك الابتعاد اللئيم؟ لم تقترف اثما، ولم ترتكب أياديك خطأ يمكن ان تحاسب عليه، كل ما جنيته محبة قلبك الكبير لهم، وحنانك الذي وهبته لمن لايستحق، هل كنت تدرين ان عواطفك الثمينة سوف يتم تجاهلها؟ وان تضحياتك الجسام لاتجد من يعترف بأهميتها، وان أيامك ستضحى باردة ميتة، تمضي بلا حياة، غادرتك المودة بعيدا، وبقيت تعتاش على الذكريات المؤلمة
تذكر بطاقة ميلادك انك جئت الى الدنيا في الاول من تموز كأغلب ابناء بلادك وانت مسرور تضحك آمللآً ان تكون ايامك القادمات حافلة بالنعيم، ولكن الايام قضت على احلامك البسيطة بالفرح، بقيت تشعل الشموع بعيد ميلادك، وافراد اسرتك الاولى يبادلولونك التهاني ويشاركونك الفرح ويقدمون لك الورود، فتجعل ايامك مترعة بالبهجة، ولكن ما ان ارتبطت بإمراة والتي ظننت انك سوف تصل معها الى الفردوس، ارسلت سهام النقمة لتصيب قلبك وتئد فرحتك :
- لماذا تحتفل بعيد ميلاد كاذب؟
- جئت الى الدنيا بالاول من تموز كما اخبرتني الوالدة !
- ولكن اكثر اصدقائي وصديقاتي قد سجلت اسرهم يوم ميلادهم في الاول من تموزبوصفه منتصف العام !
- جئت الى العالم بهذا اليوم !
- لا اظن انك صادق فيما تزعم !
ابتعد احبابك ومات والدك وامك عنك مرغمين، وغادرت بلادك واصدقاءك مضطرا، ولم تجد في بلاد الغربة من يعرف تاريخ ميلادك، ويأتيك مهنئا، فآثرت ان تحتفل مع وحدتك ..
في الأول من تموز من كل عام أصبحت تتأهب للاحتفال بمولدك، تهيئي ما كانوا يحبون من ألوان الطعام والشراب، لتكون مائدتك عامرة بما لذ وطاب، وفي خضم ذكرياتك تراودك الأحلام ان واقعك المر يحمل لك بعض قطرات من السرور، وانهم قد يفكرون بك كما كانوا في ماضيك البهيج، ويشاركونك الاحتفال ويطول انتظارك، ولا احد يفكر في عذاباتك المتجددة وسعيرك المقيم، اية لعنة حلت بك، فجعلتك تأمل في مودتهم المنقطعة، وفي حنانهم المفقود، لماذا يحل عليك السراب ويجعلك تتقلب في نيرانه المشتعلة؟ ماذا اقترفت من جرائم لتستحق هذا العذاب؟
تنظر الى هاتفك اللعين، علهم يتصلون، ويطول الترقب، وتشرب سما زعافا قاتلا، هاتفك لاحرارة به، تنقذك من حتفك المنتظر، تنظر من النافذة ، آملآ ان تأتيك بالخبر السعيد، ولكنها خرساء، لايمكن لها ان تنطق بما يسرك
- عيدك سعيد، وأيامك رافلة بالنعيم
تتلألئ كالنجوم، والفرحة تنطلق منك، ينبثق السرور من نسمات الهواء، ومن حروف الناس، وتغريد البلابل، وانت تبث الفرح لكل معارفك وأصدقائك، صورك تتحدث عن بهجتك العظيمة وسرورك الرائع
أين ذهبت تلك الأيام؟ ولم حل الخراب في أرضك، وغادرتك الفرحة؟ ونعقت الغربان في عالمك البائس
انقلبت الدنيا وحل الظلام، وتركتك البهجة ميممة وجهها صوب السعداء اللذين يصنعون الفرح بأنفسهم، ولا يبالون بمن يغير عاطفته كل يوم
يطول عذابك في كل عام، يا للأمل من وقع مر على القلوب المتعطشة، أضناك طول الانتظار وقسوة الأحلام، يمضون بلا عودة، لماذا تحلم ؟ واية قدرة تملكها على ايلام روحك؟
- هل كلمة مبارك صعبة عليكم؟
- لكن هذا اليوم ليس عيدا لك، انه عيد لكل الحالمين، ، وانت سجلت ميلادك في1/ 7 وهو يوم من لاميلاد محدد لهم
تشتعل نيرانك، لم يكثر من ايلامك؟ ولم تخطئي في حقه، وقدمت له كل ما يحب بنو البشر
- هنأت كل من تعرفهم ومن لا تعرفهم، ، كيف ترضى ان تحتفل بعيدك بيوم ليس لك؟
يواصل طعنك برغبة وتصميم :
روحك تزغرد،ونفسك تبتهج وانت مرتاح لحب تتوهج به حياتك، ولكن لاشيء يدوم، حين رحلت من أحبتك من كل قلبها وأخلصت لك وغدرتها ،كل ما فرحت به قد انقلب وداسته اللامبالاة التي تزهق قلبك
لم تنتظر؟ ولم يحزنك موقفها اللامبالي؟ الم تعرف بعد كيف تتناسى جراحك؟ وألا تكترث لما مر بك من منغصات؟