كمطرٍ رشيق بقلم: محمود حسونة
تاريخ النشر : 2019-06-21
كمطرٍ رشيق بقلم: محمود حسونة


لقد هبط الليل، واشتعلت نجمة السماء…
إنها قادمة بثوبها الناعم كبيضة الضوء… فتبسّم كل ماحولها الغيم والليل والنجوم...و انطفأ نور القمر!!!
جاءت تنساب بكامل حشدها … كغيمة مكتظة بأسرارها
وأسبلت عينيها الواسعتين، واطلقت نداء صريحا صارخا...
ففُتحت جميع النوافذ، وأطلت منها رؤوس خاضعة وعيون تلتمع!!
فتحت كنزعجائبها، فصدحت الموسيقى، وأخذت تدندن أغانيها... واختلط صوتها بلون الليل وصياح الديوك… وتمايلت مع نسيم البحر، وركضت الأحصنة مفزوعة، وطار سرب الحمام وطاف حول المكان... ونثرت وتناثرالجمال هنا كالمطر الرشيق… واسترخت مزدحمة بكنوزها على عشب غفا، وفاحت رائحة التفاح...
أحاطوا بها وجلسوا مرتبكين، وأخذوا يتصايحون…
حاولوا النهوض وقد بللهم العرق!! لقد أنهكتهم... نحن هنا، نحن ثملون!!!
في أخر الليل لملمت عطورها… وغادرت متماوجة وهي تبتسم من حماقتهم... وتركتهم ينتظرون…
لمن تكون قد صنعت هذا كله؟! نحن هنا!!
ما زالت نساء الحارة بجلاليبهن السود يتبادلن تلك الإشاعة عن الجنية التي أخضعت رجالهن بفتنتها ليلة بطولها… والقمر يتنهد و يسمع رنّة ضحكتها أمامه تماما!!!
مازالوا ينتظرون...نحن هنا!!
بقلم: محمود حسونة(أبو فيصل)