على هامش ورشة المنامة
تاريخ النشر : 2019-06-17
على هامش ورشة المنامة


ظريف الطول.. إرجع إلـنا

على هامش ورشة المنامة

بقلم:بسام صالح

دعت ادارة ترامب، والمتنفذين فيها، الثلاثي اليهودي الصهيوني حتى النخاع، لعقد ورشة عمل تحت عنوان الازدهار من اجل السلام، ازدهار اقتصادي للفلسطينيين دون اي افق سياسي، وسلام وأمان لاسرائيل. استجابت (ارغمت) مملكة البحرين العظمى لاستضافة الورشة، وقامت الادارة الامريكية بتوجيه الدعوات، استجاب بعض المتصهينين الجدد من العرب لهذه الدعوة، ورفضها البعض وطنش البعض الاخر، ورفضتها القيادة الوطنية الفلسطينية و الشعب الفلسطيني بكل مقوماته السياسية والاجتماعية، في الداخل كما في الشتات القصري، بموقف واحد صلب اظهر مدى عمق احساسه بالكارثة التي يتم تخطيطها لتصفية قضيته الوطنية، كقضية سياسية بامتياز، واختزالها بوهم الازدهار الاقتصادي المشروط والمحكوم بقبولنا ان نصبح مثل الهنود الحمر، وفي افضل الاحوال مثل الأرمن والاكراد.

الازدهار الاقتصادي للفلسطينيين الذي تريده واشنطن، باموال نفط العرب وبعض المتبرعين من الغرب، يراد به تعزيز اقتصاد الاحتلال ليصبح قوة عظمى اقليمية تسيطر على كل المنطقة، بنفطها ومنافذها البحرية وموقعها الاستراتيجي، من اجل حماية امن بعض العرب من الخطر الايراني، بعد ان اغرقوا المنطقة بالحروب الدينية والطائفية وعلى حساب القضية المركزية  فلسطين بمقدساتها وشعبها. رحم الله الشهيد الرمز ابو عمار عندما قال ردا على سؤال حول الحرب العراقية الايرانية، بان كل نقطة دم تنزف هي خسارة للشعب الفلسطيني، كم كانت رؤياك  صادقة، يا ختيار!

ذكرني ظريف الطول بمقولة شهيرة لأول رئيس وزراء للكيان الاحتلالي يقول بن غوريون: " قوتنا ليست بسلاحنا النووي، قوتنا في تفتيت ثلاث دول كبرى حولنا، العراق، سوريا، مصر، وجعلها دويلات متناحرة على اسس دينية وطائفية، ونجاحنا في ذلك، لا يعتمد على ذكاؤنا وانما على جهل وغباء الطرف الاخر". ربما تحقق بعضا من حلم بن غوريون في تفيت اكثر من ثلاث دول، ولكنه فشل فشلا ذريعا عندما قال عن الفلسطينين " الكبار يموتون والصغار ينسون"، لقد مضت اكثر من سبعين عاما وهاهم الصغار من اطفال فلسطين يحملون راية الاجداد والاباء، على طريق العودة والحرية والاستقلال، واسقاط قذارة القرن الترامبية وورشة المنامة التطبيعية. الم اقل لكم ان ظريف الطول رجع إلــنا .

روما 16/6/2019