فى ذكراه ال12 كل عام والفاشية الفلسطينية بخير بقلم:م طارق الثوابته
تاريخ النشر : 2019-06-17
فى ذكراه ال12 كل عام والفاشية الفلسطينية بخير
فى مثل هذا اليوم انتصرت الفاشية فى فلسطين وسقطت الديمقراطية لتبدا مرحلة الانقسام الفلسطيني المجبولة بالفاشية لقد كان الانقسام فى الحقيقة عرض لمرض مستعصي ليس فى النظام الفلسطيني فحسب بل فى الثقافة السياسية الجمعية للساسة الفلسطينين بمختلف ايديولوجياتهم ومشاربهم السياسية والاجتماعية وذاك المرض الجينى المتوارث هو الثقافة الفاشية التى تحكم تاريخيا المنطقة العربية باسرها وهى منطقة لم تتعرف لقرون عده على اى ثقافة مغايرة لتلك الثقافة لكن للفلسطينيين خصوصيتهم السياسية فى هذا المجال كونهم لازالوا يخضعون تحت نير احتلال ذو طبيعة فاشية وهو ما ادى الى ان تكون الطبقة السياسية فى مجملها اتية من خلفية عسكرية قتالية بكل ماتحمل هذه الخلفية بطبيعتها من فاشية و صرامة وطاعة للاوامر العسكرية وهو مازاد الطين بلة ومع تعثر عملية السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين وبقاء الاحتلال فلم تستطع السلطة ان تتحول الى دولة ولم ينجز المشروع الوطني وبالتالي بقيت تلك الطبقة السياسية فى التنظيمات الفلسطينية تتصدر المشهد السياسي الفلسطيني بقوة الشرعية الثورية المتمثلة فى التصدى للمحتل سياسيا اوعسكريا وهو ما ادى الى تكريس تلك الطبقة السياسية فى التنظيمات التى لم تتحول الى احزاب وفى احيان كثيرة بنفس شخوصها التاريخية فى سدة اتخاذ القرار السياسي الفلسطيني برغم حالة الفشل الذريع الذى وصل له المشروع الوطنى الفلسطينى فى التحرر والاستقلال بشقيه المفاوض والمقاوم
لقد كانت تجربة انتخابات رئاسة السلطة 2005وانتخابات المجلس التشريعي 2006 تجربة ديمقراطية رائدة لكنها كانت تجربة شاذة فى حينه فى المنطقة العربية من حيث نزاهتها وشفافيتها ورغم انه كان من الممكن البناء عليها كاساس متين لنظام ديمقراطى لنموذج حكم رشيد لكن العقلية الفاشية العسكرية الكامنة فى التنظيمات الفلسطينية وادت التجربة فى مهدها وحتكمت فى النهاية للسلاح وليس لصندوق الاقتراع لان الفاشيين لايؤمنون الا بالقوة العسكرية لحسم خلافاتهم واختلافاتهم فهم لايؤمنون بوجود الشعب او الاخر المختلف معهم فهم لايرون غير انفسهم فمراة الفاشي لاتعكس صورة لغيره وهو يؤمن فى اعماقه ان الاخر لن يتصرف الا كما يتصرف هو لووصل الى سدة الحكم وتلك معضلة العقلية الفاشية التى تجعل من محاولة الاصلاح فى الانظمة الفاشية ضرب من دروب الخيال وهذا ما ادى الى استعصاء كل جهود المصالحة الفلسطينية لاثنا عشرعام وهذا احد اهم اسباب استمرار الانقسام السياسي الفلسطيني الى يومنا هذا
ان احد اهم اسباب استمرار تلك العقلية الفاشية فى الكثيرمن التنظيمات الفلسطينية هو غياب دورالمفكرين والمثقفين داخلها لصالح عسكريين هم فى الاساس اميين ثقافيا وصلوا الى سدة اتخاذ القرار فى التنظيم بحكم تجربتهم العسكرية والتزامهم التنظيمى وولائهم الاعمى فى كثير من الاحيان لمسؤليهم وقادتهم التنظيميين وهؤلاء فى الحقيقة يشعرون بالنقص ليس امام المفكرين والمثقفين فحسب بل امام اى انسان حر ذو راي مخالف لهم وبالتالي فان تلك التنظيمات لامكان فيها الا لاولئك الذين يؤمنون بالفاشية نهجا فكريا وسلوك عمليا وسواء كانت تلك الفاشية مغلفة بغلاف وطني او عقائدى فهي في النهاية تمنحهم امتيازات لمصالحهم الاقتصادية الشخصية على حساب باقي الشعب وحتى على حساب ابناء التنظيم وتحصنهم من المحاسبة او حتى المسائلة
ان الشعب الفلسطينى اليوم امام معضلة كبرى فهو يخضع لفاشية مزدوجة من احتلال فاشى صهيونى استيطانى استئصالي يسلبه الوطن والارض وحق تقرير المصير وحكم فاشى وطنى يسلبه حقوقه فى المواطنة فيما تبقى له من وطنه وليس امام الشعب من خيار الا النضال على جبهتين الاولى لمقاومة الفاشية الكولونيالية الصهيونية وتحرير الارض ونيل الاستقلال و الثانية لمقاومة الفاشية الوطنية عبر النضال من اجل انشاء نظام سياسي فلسطينى ديمقراطي يحرم الفاشية كحرمة الدم والمال والعرض نظام يكون جوهره المواطن الفلسطينى نظام المواطنة والعدالة والحرية وسيادة القانون ليس امام الفلسطينيين اليوم من خيار اخر و اى تاخيرفى هذا الصدد انما يعنى مزيد من التدهورفى الحقوق الادمية لهذا الشعب المناضل العظيم
م .طارق الثوابته