براءة بقلم:محمود حسونة
تاريخ النشر : 2019-06-17
براءة بقلم:محمود حسونة


كنت أصحو مبكرا، أتفقد ألعابي البسيطة، وأصدقائي الصغار… وأوّلهم الجميلة التي كانت تمثّل دور العروسة، وأنا كنت العريس، أين هي؟!
أجمع أطفال الحارة، نطبّل ونصفّق… نصنع مظاهرة عند نافذتها… إنها نائمة!!
وحين تطلُّ علينا؛ يهدأ كل شيء... أذهب أنا للنوم؛ أكمل حلمي هي العروس وأنا العريس…
أقسمت جارتنا أنها تسمع كل ليلة أصوات زغاريد تصدر من بيتنا!!
ذات يوم وبعد ان هبط الليل تخفيت بزي شرطي، طرقت بابكم بقوة، وسلمت أهلك بلاغاً… ابنتكم الصغيرة سرقت قلبه!!!
ردّ لي قلبي!!
صادفتك ذات مرة بصحبة أمك في السوق... أهديتك كل بضاعتي، أمك فرحانة!! وأبي حزين… لقد خسرت يا أبي كل بضاعتي بضربة حُب واحدة!!
أمسح دمع جارتنا الوحيدة _ تمنّت أن تكون عند ابنها في ذلك البلد البعيد_ وهي تستمع لأغنية فيروز (يا مرسال الماراسيل) أدسُّ في يدها ثلاث ليرات، ورسالة غرام لكِ... صارت تشجعني، وتبارك حبنا!!! كلما مررت بها تقول: هي تحبك أيضا، لكَ رسالة منها، هات ثلاث ليرات وخذها (يا مرسال المراسيل)!!
بعد أن سافرت عند ابنها، لم أجد مرسالا… فتخفيت بملابس ساعي البريد...وحين قبضوا عليَّ سألني الضابط عن السبب… إنه الحبُّ يا كبير!!
فقال: براءة… أفرجوا عنه!!!
بقلم:محمود حسونة(أبو فيصل)