أخرج الخراب بقلم: راما الدبك
تاريخ النشر : 2019-06-16
أخرج الخراب بقلم: راما الدبك


أخرج الخراب الذي يحدث داخلك بشكل منتظم لئلا يتعفّن أحدنا بسبب الآخر ، كي لا يفقد أحدنا الآخرَ إلى الأبد.

لطالما قُلت لُه هذه الكلمات المرتّبة بشكلٍ أنيقٍ يعتني بعلاقتنا ، لكنّه - و للأسف - غريب الأطوار ، عجيبُ المزاج ، و معقدٌ بطريقةٍ لا أفهمها رغم كلّ ثقافتي. كلّ غريبٍ رأى وجهي قد شاهد كدمات الإهمال و اللامبالاة ظاهرةً عليه بشكلٍ فوق الطبيعي.
أنظرُ إلى هيئتي في المرآة ، أتعجّب! عيناي ذابلتان من شدة الخمول و الأرق ، أخفي تحت عباءتي الفضفاضة جسدًا نحيلًا مُنهكًا تكاد هبّة ريحٍ عاتٍ تقصمه إلى نصفين.
في عديدٍ من المرّات قد طالبته بأن يَفكّني من أسر حُبّه وكان يناظرُني بطرف عينه و يصمتُ للحظاتٍ و من ثمّ يرحل عنّي و لا يرحلُ منّي أبدًا و يتفتّتُ طلبي تحت خطوات رحيله.
أبحق السماء ، ماذا فعلت لك فأنا لست بحالةٍ جيّدةٍ ، أنا انزفُ ألمًا كل ليلةٍ و أشعر بالاختناق كأنّ حُبّك أفعى تَلتفْ حول عنقي و لا تريد لي العيش في هذه الحياة.
صمتك وبرودك أتعبني و أعياني وبدأت أشعر بلامبالاةٍ اتجاه كلّ شيء سواك ، لكنّ اللمعة في عيني بدأت تتلاشى عند ذكر اسمك و وتيرة دقات قلبي بدأت تنخفض حين أراك . أخالني أنّي قد تجاوزت مرحلة ولهي بك حتى تكاد تصبح في نظري ذاك
اللاشيء و كلّ ما سواك أشياء.

رافقتك لعنتي إلى الأبد.