قـصـف بـنـوايـا مـبـيّـتـة بقلم:خالد صادق
تاريخ النشر : 2019-06-15
قـصـف بـنـوايـا مـبـيّـتـة بقلم:خالد صادق


قـصـف بـنـوايـا مـبـيّـتـة
خالد صادق
الغارات التي شنها الطيران الحربي الصهيوني على قطاع غزة الليلة قبل الماضية تركزت حول نقطتين رئيسيتين, حيث قصفت موقع تونس العسكري شرق مدينة غزة أربع مرات متتابعة حتى اشتعلت فيه النيران, وقصفت الميناء الجديد ومحيطه غرب مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة ثلاث مرات متتابعة, وأحدثت دمارا كبيرا فيه وفي محيطه, وهذا يوضح نوايا الاحتلال المبيتة بقصف هذين الموقعين تحديدا, ربما بناءا على معلومات صحيحة أو مغلوطة وصلته, وربما لأن الاحتلال وضع هذين الموقعين على أولويات بنك أهدافه بتقديرات خاصة تعنيه, وهذا يعني ان الاحتلال كان يتحين الفرصة ويختلق الذرائع حتى يقوم بالتصعيد والقصف, وقد مهد لذلك من خلال زيادة لغة التحريض والتحذير عبر وسائل إعلامه "المجندة" لخدمته, كما انه منع السفير القطري محمد العمادي من دخول غزة, وطالبه بإرجاء الزيارة وعدم إدخال الأموال للقطاع.

الاحتلال تذرع بصاروخ سقط على مبنى في مستوطنة سيدروت في منطقة الغلاف الحدودي شرق قطاع غزة, دون ان يحدث أية إصابات, ورغم ان الفصائل الفلسطينية لم تتبن إطلاق الصاروخ, إلا ان الاحتلال سارع بشن غارات جوية على قطاع غزة بطائرات الاف 16, وطائرات الاباتشي والاستطلاع, واستخدم سلاح المدفعية والزوارق الحربية في عملية القصف, ورغم تدخل الوسطاء ومحاولات منع الاحتلال من التصعيد لكنه أصر واستكبر وشن غاراته على قطاع غزة, لأنه كان يتحين الفرصة لقصف موقع تونس والميناء الجديد, وخاض الإعلام العبري حرب نفسية على الفلسطينيين, وتحدث عن عدوان كبير وإعادة احتلال للقطاع واستهداف للمقاومين, وضربات أكثر إيلاما من سابقاتها, ظانا ان شعبنا سيخاف ويستسلم, ويرفع الرايات البيضاء, دون ان يدري ان الشعب الفلسطيني هو المحرض الرئيسي للمقاومة على ضرب الاحتلال والتصدي للعدوان.

التصعيد العسكري الصهيوني على قطاع غزة له دوافع وأهداف تجسدت بشكل اكبر, بعد قرار حل الكنيست وإعادة الانتخابات الصهيونية مجددا, كاستعادة قوة الردع التي افتقدها الجيش الصهيوني, والتهرب من قضايا الفساد التي تلاحق نتنياهو, ومنع إطلاق الطائرات الورقية الحارقة التي أتلفت مزيدا من المحاصيل الزراعية للمستوطنين, وكبدت الاحتلال خسائر فادحة, ومنع مسيرات العودة الكبرى تماما, لما تمثله من ضغط نفسي ومعنوي على الإسرائيليين خاصة سكان منطقة ما يسمى بالغلاف الحدودي, وكسب تأييد اليمين الصهيوني المتطرف والذي أصبح يمثل "بيضة القبان" في أي انتخابات إسرائيلية قادمة, والهدف دائما هو تخفيض سقف الفلسطينيين إلى الحد الأدنى, وإفشال كل محاولات تخفيف أو رفع الحصار الصهيوني المفروض على قطاع غزة منذ ثلاثة عشر عاما, بعد الإجماع الفلسطيني على ضرورة رفعه مهما كان الثمن .

هل شاهدتم شعبنا الفلسطيني كيف أحيا بالأمس فعاليات مسيرة العودة الكبرى في جمعة – لا لضم الضفة- وكيف احتشد على الحدود الشرقية جنوب قطاع غزة لمواجهة الاحتلال, وكيف اثبت للجميع انه قادر على الصمود والعطاء وتقديم التضحيات, الشعب الفلسطيني الذي نام على صوت القصف والدمار, صحا بالأمس ليواصل رحلة العطاء, وتدافع نحو الشريط الحدودي شرق قطاع غزة, ليكمل مسيرة النضال والتضحيات, غير آبه بصواريخهم ورصاصهم وقنابلهم, انه الشعب الفلسطيني الذي اخذ على عاتقه ان يصنع المستحيل.