تنميط المجتمع والجدل الإنساني بقلم:إبراهيم أبو سعادة
تاريخ النشر : 2019-06-15
تنميط المجتمع وجدل الإنسان
المقصود بالتنميط ان يصبح تشابه وتطابق بين أفراد المجتمع في الفكر والعواطف والسلوك ،
وجعل شخصية الأفراد كصناعة الدمى او كمصنع الطوب ؛ و يؤكد ذلك عندما نسمع مقولة " كأنهم قاريين على شيخ واحد " مع كامل احترامنا للمشايخ والمريدين ؛
ومن اوجه التنميط :
اولا /التنميط الفكري والأيدولوجي ؛وهو تعبئة الافراد بأفكار مسبقة تملك إجابة لكل سؤال ، وتعتبر المعرفة المطلقة حكر له ولنمطه الفكري والمنمطين فكريا ؛ ويتجلى ذلك من خلال اللباس والزي والسمت والهيئة وينجلى ذلك من خلال لباس المرأة وتنميط كل النساء بالزي الاسود او الحجاب او غطاء الرأس او خلعه في مجتمعات أخرى

ثانيا /تنميط العواطف والمشاعر وتوجيه طاقة الحب والكراهية ؛ والبغض والولاء في إتجاه النمط العاطفي المطلوب ، وتوجيه طاقة الحب أو الكراهية نحو أشخاص أو افكار او اشياء محددة سلفا .
ثالثا /تنميط السلوك الخالي من الحيوية او الاثر الاجتماعي ،ومن صوره الطقوس التعبدية والتشايه الشكلي في انماط السلوك التعبدي او عدوى السلوك بين الافراد من خلال التحيز والتحزب للفرق الرياضية او الأحزاب السياسية والانتماء لها ؛ ومن صوره ايضا انتشار عبادة الاصنام قبل الاسلام وتقليد الاباء والاجداد دونما تفكر في ماهية هذا السلوك النمطي وفاعليته الاجتماعية .

تنميط الأفراد وجعلهم متشابهين في المظهر والجوهر يصتع مواطن صالح للحكم ومطوع لصالح قانون الدولة ، ولكنه حتما لا يخلق إنسان صالح لبناء حضارة إنسانية مبدعة ، و يقتل الجدل الإنساني والتميز ويخنق روح الابداع ويجعل الافراد تلغي ذاتها الفردية ؛ من أجل الجماعة المهيمنة والمجتمع االنمطي ، أخطر ما يواجه الانسان في جدله الوجودي هو التشابه والتنميط ،
وكما قال شكسبير كن انت وحافظ على فرادتك ؛ ولا تلغي ذاتك من اجل جماعة او وعي زائف ،الفردية صنعت التاريخ و وجماعة القطيع المنمطة لا تصنع الا الغوغاء والكثرة المذمومة في القران مثلا ، ولا تنتج إلا تقليد يقتات على الفرادة والإبداع القديم للاياء والاجداد "ليس الفتى الذي يقول كان أبي ولكن الفتى الذي يقول ها أنا " ،
وبالمناسبة اخرويا يحشر الانسان فردا يوم القيامة
،الجدل الإنساني يصنع الحضارة والتميز والابداع والتنميط يصنع القطيع....