غزة بين الحرب والتهدئة بقلم: مصعب صلاح أبوركبة
تاريخ النشر : 2019-06-13
غزة بين الحرب والتهدئة !!!!

الكل يعرف بأن الايام القادمة تخبئ الكثير والكثير في ملف غزة لدى الاحتلال الاسرائيلي ، فمن جانب هم يحاولون اضعاف الصف الفلسطيني مع ابقاء حكم حماس في غزة والسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، ومن جانب يحاولون كسب رضاء الشعب الاسرائيلي من خلال شن بعض الغارات من وقت لأخر على القطاع الضعيف من خلال عمليات عسكرية متفرقة.
قطاع غزة من منظور الاحتلال منطقة عسكرية مغلقة يحكمها الارهاب، ومن المنظور الفلسطيني قوة ومقاومة وشعب لا يقهر على الرغم من المعاناة التي يعيشها في الايام الأخيرة، ولاكن الواقع الحالي يقول غير ذلك فقطاع غزة في الحقيقة وفي هذا الوقت بالتحديد يعيش أسوء أوقاته فهم شعب لا يستطيعون امتلاك اقل مقومات الحياة المنصوص عليها في الاعلان العالمي لحقوق الانسان، فهم من جانب واقعون تحت الاحتلال من قبل عدو غاشم لا يعرف طعم الرحمة ولا الرأفة يقتل ويدمر ويوقع العديد العديد من الاعاقات الدئمة لدى شبابها وسكانها، ومن جانب أخر واقعون تحت الحصار من خلال تجميد ارصدتهم وحرمانهم من راتب شهري كان يوفر لهم حياة بسيطة يعيشونها ويعيلون ابنائهم من خلالها، اما الجانب الأهم فهم لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم والمطالبة بابعاد الاحتلال عنهم ورفع الحصار والمطالبة بحياة كريمة ينعمها الحب والعيش الكريم وهذا راجع لعدة اسباب منها اختلاف الرأي بين اهلها، والجهة الحاكمة هي من تفرض رأيها عليهم بالقوة وتجعلهم يطالبون فقط بالحقوق التي من شأنها مساعدة بقائهم في حكمهم وليس الحقوق التي من شأنها ان تجعل هذا الشعب العظيم الذي حارب وقاتل ورابط وصمد امام الاحتلال الغاشم ان يعيش حياة كريمة تملؤها الرفاهية والنعيم والامل والحلم الذي من شأنه ان يصبح حقيقية يوماً ما .
غزة في الوقت الحالي واقعة بين نارين نار الحرب التي من شأنها ان توصلنا الى طريق لا يمكن للعقل ان يتصوره من قتل وتدمير وهلاك للبشر وللبنية التحتية ، ونار التهدئة التي من شأنها ان تغير وضع القطاع الى الاسوء من خلال ارتفاع نسبة البطالة التي هي في الحقيقة نسبة لا يمكن للعقل تصورها، وابقاء الحصار على اهلها وسكانها كانهم يعيشون في سجن كبير يجمع كل فئات الشعب. ولو فكرنا للحظة لرأينا ان كل من هذا سوف يصل بنا الى طريق مسدود مليئ بالعثرات والمطبات والحفر التي ستوقع الكثير من البشر فيها، ولاكن لو اعمقنا تفكيرنا لرأينا ان الحرب افظل من التهدئة التي سوف تبقي الحال على ما هو عليه، فالحرب على الرغم من عدم تصورنا ما يمكن ان توصلنا اليه الا انه ايضاً يمكن لها ان تفتح لنا طريق جديد يستطيع الشعب من خلاله بعد صمود لطالما تعود عليه ان يرفع ولو جزء من الحصار المفرض عليه من اكثر من جهة وانعاش حركة القطاع وخفض نسبة البطالة والنهوض بفئة الشاب من خلال توفير العمل في عدة مجالات مختلفة، كما ان هذا الطريق من شأنه ان يوفر للشعب حياة كريمة اكثر من الحياة التي كان يعيشها خلال هذه الفترة وهذا من منظور شخصي .
فما هو منظورك انت ايها القارئ، هل ترى الحل يكون بالحرب ام بالتهدئة؟

بقلم: مصعب صلاح أبوركبة ، باحث ومختص في القانون الدولي .