اكتفينا بتشخيص الحالة الفلسطينية وأصبحنا بحاجة إلى حلول فعلية
تاريخ النشر : 2019-06-12
اكتفينا بتشخيص الحالة الفلسطينية وأصبحنا بحاجة إلى حلول فعلية


اكتفينا بتشخيص الحالة الفلسطينية واصبحنا بحاجة الى حلول فعلية.

بقلم الكاتبة: تمارا حداد.

الكل الفلسطيني يمتلك قدرة كاملة على تشخيص الحالة الفلسطينية وما وصلت اليها من انسداد افقي عمودي شامل على كافة الاصعدة، وباتت الحالة الفلسطينية مابين مطرقة القرارات الامريكية وسندان الاحتلال وهرولة التطبيع الرجعية العربية مع اسرائيل الذي افقد القضية الفلسطينية من تبوء مكانتها الدولية كقضية عادلة وحرف الانظار باتجاه خلق عدو جديد وهمي من اجل تنفيذ مخططات امريكا واسرائيل في المنطقة.

انتهينا من التشخيص الحالي وعلينا ايجاد خطوات لتصويب المرحلة التي تمر بها القضية الفلسطينية، ابرز الخطوات والتي قد توصلنا الى بر الامان:-

1.   تعزيز منظمة التحرير ورد الاعتبار لها عبر اسناد دورها الديمقراطي الذي يؤسس مشاركة سياسية بعيداً عن تفرعات التفرد والاقصاء والهيمنة السائدة، والخروج ببرنامج يؤمن بالتحرر مع استكمال الدور البنائي الشفاف للمؤسسات والدور الوطني للحالة الفلسطينية.

2.   تقليل مستوى الخلافات بين الفصائل والذي يدور ليس على مبدا التحرر بقدر على اهداف شخصية تتمثل بمستوى التمثيل في المنظمة او في الحكومة او في المؤسسات.

3.   اسطوانة التحلل من اتفاقية اوسلو اصبحت مشروخة لان اتفاقية اوسلو توفيت منذ العام 1999 عندما لم يستكمل مشوار دولة فلسطينية والانتهاء من الحكم الذاتي، بل العكس استمر الاستيطان بهضم الارض حتى اصبحنا في حالة روابط مدن مع سعي اسرائيل اضعاف السلطة سياسيا وابقاء الدور الوظيفي والامني، لكن بقي الان التبعية الاقتصادية التي كرسها بروتوكول باريس والتي بحاجة الى اعادة صياغة اتفاقية باريس الاقتصادية وبناء اقتصاد مقاوم.

4.   استغلال البيان الروسي الصيني الايجابي الذي دعم حل الدولتين وانشاء دولة فلسطينية على حدود 1967 ذات سيادة كاملة والذي تم اصداره قبل عدة ايام بوجود الرئيس فلاديمير بوتين الروسي والرئيس الصيني شي جين بينغ في موسكو.

5.   موسكو ارادت ان تلعب دورا محوريا في الوحدة الفلسطينية ولكن الانقسام الفلسطيني ادى الى استفراد امريكا في الملف الفلسطيني، لذلك اعادة الدور الروسي والصيني سيضغط على امريكا عن انهاء حل الدولتين و اللجوء الى موسكو والصين لعمل مؤتمر دولي يضمن حل الدولتين.

6.   اعادة صياغة وظائف السلطة لتامين صمود الفلسطينين بعيدا عن اوهام الانتقال من الحكم الذاتي الى دولة التي لن تتحقق في سياق التحالفات وميزان القوى الحالي.

7.   العمل على تقليل اهدار المال العام والتقشف من سفريات ومهمات عمل وغيرها.

8.   بحاجة الى وحدة الصف الوطني بكل الجوانب من خلال الحكومة والمؤسسات والوزارات.

9.   اعادة التحالفات والتوجه الى الدول الاقليمية والمعنية بحل الدولتين .

10.          تفعيل الرباعية الدولية.

11.          العمل على بناء روح العمل الوطني.

12.          اعادة التحالفات وصياغتها من جديد مع الدول التي تقف مع حل الدولتين.

13.          تفعيل الدبلوماسية الفلسطينية والجاليات الفلسطينية وتفعيل دورها الوطني.

14.          العمل بشكل قانوني وفق القرارات الاممية والدولية التي هي بجانب الصف الفلسطيني.

15.          التوجه الى اوروبا واللجوء الى الدول التي تعترف بحل الدولتين وكسب الراي العام الاقليمي والدولي.

16.          تغيير لغة الخطاب باننا شعب يريد الحرية وليس شعب يريد مشاريع انسانية اغاثية.

خلاصة:-

الموقف السياسي لوحده لن يستطيع ان يُنقذ الثوابت الفلسطينية ولكن بحاجة الى مواقف اخرى تدعم الموقف السياسي وتكثيف الجهود على المستويات الشعبية والدولية والاقليمية والقانونية والتواصل مع الاحزاب العربية التي تسعى للدفاع عن القضية الفلسطينية.

على الشعب التيقُن ان اسرائيل معنية بارساء فوضى عارمة ليزعزع امن وامان الشارع الفلسطيني وهناك ايدي خبيثة تساند ذلك، فالحفاظ على السلم الاهلي والامن والامان من اولويات صمود الشعب الفلسطيني.

التجريح الحالي بين الناس لا يتناسب الفترة الحالية لحساسية الموقف الفلسطيني، الحل الان التصويب والتعديل قدر الامكان لاننا نعيش فترة تحرر ولا نستطيع تقديم دروع شرف ونضال وطني ونحن تحت الاحتلال فالجميع مسؤول من فصائل وقيادات واتحادات ونقابات ومؤسسات المجتمع المدني والشارع الفلسطيني ليقف صفاً امام المرحلة القادمة والتي تُعتبر من اشدها سوءاً.