نتائج إنتخابات موظفي الأونروا في لبنان.. نذير خطر يهدد مستقبل شعبنا وقضيته الوطنية
تاريخ النشر : 2019-06-12
نتائج إنتخابات موظفي الأونروا في لبنان.. نذير خطر يهدد مستقبل شعبنا وقضيته الوطنية


نتائج إنتخابات موظفي الأونروا في لبنان.. نذير خطر يهدد مستقبل شعبنا وقضيته الوطنية     

عبد معروف

أيا تكن الأرقام التي حصدتها القوائم التي خاضت انتخابات  اتحاد موظفي وكالة الأونروا في لبنان، التي جرت الاثنين 10 حزيران 2019 ، وأيا يكن الفائز والخاسر في هذه الانتخابات ، لكنها تظهر حقيقة يحاول البعض إخفائها هربا من المسؤولية أو هربا من حصاد تم الزرع له منذ سنوات .

لكن هناك حقيقة لابد من التنويه لها :

 أولا أن شعبنا الفلسطيني في لبنان تحديدا (ونحن نتحدث عن إنتخابات الموظفين)لم يعد كثيرا يمنح الثقة للفصائل والقوى والتيارات السياسية الفلسطينية (دون استثناء)، ليس بسبب فشلها وضعف إدائها وترهلها خلال السنوات الماضية فحسب ، بل لأنها لم تقدم حتى الآن رؤية واضحة للمستقبل ولم تحدد برامج عملها لمعالجة قضايا الشعب والخروج من المأزق الذي وصل إليه .

ثانيا: أن شعبنا الفلسطيني في لبنان بدأ يشعر ويعلم بشكل أوضح أن قيادته الحالية في لبنان لم تعد تلبي طموحاته ولم تعد تعبر عن مصالحه ، ولم تحقق للشعب طوال السنوات الماضية ما يخفف آماله وأهدافه في العيش الكريم .

للأسف أن شعبنا الفلسطيني في لبنان أصبح مكبلا بالفقر والحصار والضياع ، ويعيش حالة من التردي الامني والاجتماعي والسياسي والتربوي والاقتصادي ، وهو اليوم يحتاج لمن يصنع له التغيير ويحتاج لمن يقوده من أجل حياة كريمة بعيدا عن الاذلال والافقار الذي يتعرض له.

 نتائج انتخابات إتحاد موظفي الأونروا هو مؤشر خطير بسبب ابتعاد الشعب وقطاع المثقفين والموظفين عن قيادات الفصائل التي تربعت على عرش المسؤولية باعتبارها ممثلة للشعب وقيادته والمعبرة عن مصالحه ، ولا يمكن للشعب أن يبتعد عنها إلا إذا كان قد التقط ولاحظ لظواهر الفساد والترهل والعجز .

ونتائج الانتخابات مؤشر خطير لأنه لم يعد ير في القائم ما يحقق مصالحه الوطنية ، وهي انعكاس لحالة الانقسام والتفتيت والشرذمة التي أصبحت من معالم الحركة السياسية الفلسطينية منذ الانشقاقات الأولى داخل الجبهة الشعبية وحركة فتح إلى حالة الطلاق التي تبرز اليوم بين الفصائل في مرحلة يعلنون تمسكهم بالوحدة الوطنية ، وهم أشد تمسكا بالانقسام .

ماذا يعني كل ذلك : إنه نذير خطر يهدد القضية والشعب والفصائل ، طبعا ليس هذا ما نريده وليس هذا ما نرغبه ، لكنه الواقع بعينه ، وعلى الفصائل الفلسطينية في لبنان أن تحدد خياراتها وبرامجها الهادفة إلى إعادة الارادة الوطنية لدى الشعب ، وتعيد للقضية الوطنية حيويتها وعزمها في مواجهة الاحتلال والمخاطر الاجتماعية والفساد والترهل والفقر والضياع الذي يعيشه اليوم وينذر بالأسوء مع تقدم صفقة القرن خطوات جادة إلى الأمام .

مع تقديرنا لمن فاز في انتخابات إتحاد موظفي الأونروا ، ومع أسفنا للخاسرين ، لكن علينا أن نسأل الأطراف جميعا من فاز ومن خسر ، ماذا يعني الفوز ، وماذا تعني الخسارة ، ماذا سيخسر الشعب وماذا سيربح ، وماذا يعني أن ينتقل التأييد الشعبي من مكان إلى آخر .. وبعد الانتخابات ماذا سيجري غدا ، هل سيكون شعبنا وقطاع الموظفين بخير ؟

من فاز بالانتخابات ماذا سيحقق للموظفين وبالتالي لأسرهم وشعبهم ، أمام هذا الواقع المرير الذي تعيشه القضية الفلسطينية ، ومن فاز أيضا ، ألم يسأل نفسه ، ماذا سأفعل غدا ، ام أن فوزه كان عملية استفزاز وابتزاز وسياسة كيدية ونكاية بالأطراف الأخرى ؟؟

هذه ليست نظرة تشاؤمية لما يجري ، وهي ليست تأييدا لطرف في مواجهة الآخر .. إنه توصيف طبيعي للحالة الفلسطينية في لبنان عنوانها اليوم الانتخابات ، وهي تراجع المشروع الوطني الفلسطيني لمصلحة الترهل والضياع ، وتراجع دور القوى السياسية الفلسطينية وعجزها في قيادة الشعب ، ومؤشرات إلى أن الشعب بدأ يعلم الكثير ويعي طبيعة قواه وفصائله وبالتالي بداية مرحلة جديدة لا ندري إلى أين ستقود مع مؤامرة التصفية أو ما يطلق على مولودها الجديد "صفقة القرن".

     والحل لا يكون إلا من خلال تعزيز الارادة الوطنية الفلسطينية ووضع القضية الفلسطينية في مسارها الوطني الطبيعي في مواجهة الاحتلال ، وهذا بدوره يتطلب ثورا ومناضلين ورجال فكر وسياسة والاعلام وقوى صلبة ، يخططون ويدرسون ، ويساهمون في توعية الشعب في إطار حراك تغييري لما هو قائم .

لأن االقائم نذير شؤم