الـحـق أقـوى وأعـظـم بقلم:خالد صادق
تاريخ النشر : 2019-06-12
الـحـق أقـوى وأعـظـم بقلم:خالد صادق


الـحـق أقـوى وأعـظـم
خالد صادق

فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة أعربت عن غضبها وامتعاضها من تنصل «إسرائيل» من تطبيق اتفاق التهدئة وتنفيذ المرحلة الثانية من هذا الاتفاق, وحذرت من ان صبرها بدأ ينفد, وأنها تحركت باتجاه رعاة التهدئة لإجبار الاحتلال الصهيوني على تطبيق التفاهمات التي تم التوصل إليها, وبالفعل تحرك الوسطاء للضغط على الاحتلال الصهيوني لأجل تنفيذ ما تم التوافق عليه, حتى لا تتدحرج الأمور إلى الأسوأ, خاصة مع تلويح فصائل المقاومة الفلسطينية بالرد على تنصل الاحتلال من هذه الالتزامات, وتصعيد المواجهة من خلال إشعال الميدان في وجه الاحتلال الصهيوني, سواء بتفعيل وحدات العمل الميداني أثناء مسيرات العودة الكبرى, كوحدة الإرباك الليلي, ووحدة الطائرات الورقية الحارقة, والمسير البحري, أو التصعيد العسكري المحدود, والذي لا يحمل أي ضمانة لانفلات الأوضاع, والدخول في موجة تصعيد خطيرة خلال المرحلة القادمة .

مصادر إعلامية عبرية كشفت السبت الماضي، عن شروط "إسرائيل" للموافقة على منح تسهيلات جديدة لصالح قطاع غزة , وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» نقلا عن تقارير عربية إن «إسرائيل تريد أن تشدد مواقفها تجاه حركة حماس ، ولن توافق على أي تسهيلات جديدة لغزة، إلا بعد إعادة جنودها المختطفين، ووقف التظاهرات على الحدود» وهذا ما أبلغت به سلطات الاحتلال الصهيوني اللواء عباس كامل أثناء لقائه بقيادات صهيونية في تل أبيب والتي حددت ثلاثة شروط جديدة للتهدئة تمثلت أبرزها في الآتي:

أولا: ان إسرائيل لن توافق على الإفراج عن محرري صفقة شاليط، الذين تم إعادة اعتقالهم.

ثانيا: أنها لن توافق على السماح بإدخال الأموال القطرية لغزة، إلا لصالح لمشاريع الإنسانية فقط، وتحت رقابة الأمم المتحدة.

ثالثا: لن وتوافق «إسرائيل» على أي تسهيلات جديدة لغزة، بدون إعادة الجنود، ووقف كامل لتظاهرات مسيرات العودة على حدود غزة.

فصائل المقاومة الفلسطينية لا تنخدع ولن تنخدع بالتهدئة مع الاحتلال, وهى تدرك تماما عندما وافقت على هذه التهدئة ان الاحتلال سيتنصل منها لا محالة, لذلك كانت الفصائل تصر على ان يكون هناك أكثر من راعٍ للتهدئة, وأبقت الخيارات بيدها, من خلال إصرارها على أمور ثلاثة:

أولا: لم تتخل عن حقها في إنفاذ مسيرات العودة الكبرى رغم ما تعرضت له من اتفاقات,

ثانيا: لم تتخل عن حقها المشروع في الرد عسكريا على تنصل الاحتلال من اتفاقات التهدئة.

ثالثا : لم تخل الميدان من سلاحها وصواريخها وجنودها وأبقت يدها ضاغطة على الزناد.

عندما تفهم عدوك تعرف كيف تتعامل معه, وتعرف كيف تنتزع حقك منه, وتعرف كيف تجبره على تقديم تنازلات لصالحك, فالاحتلال مهما كان قويا ومدعوما من العالم كله, يبقى إيمانك بحقوقك أقوى وأعظم.