أهذا كل شيء؟!بقلم:محمود حسونة
تاريخ النشر : 2019-06-12
أهذا كل شيء؟!بقلم:محمود حسونة


كان الدخان يتصاعد أمامي وينتشر بطيئا في حلقات تدور، وأنا أراقبها وأدور معها… ثمّ تتلاشى...
أشعلت سيجارة أخرى؛ فأسبقى أدور... لقد شربت كثيرا!!
أخذت الأشياء تتبدل، فصار الهواء طريّا، والأغنية الحزينة التي كنت أسمعها أخذت معنًى أكثر جمالا!!
أما المخبر السري الذي يراقب العاشقين، فلبس نظارته السوداء وتخفى بقراءة أغاني ماكرة… سأغريه بسيجارة يدور معها وليذهب إلى الشيطان… وسأكتم ضحكتي عليه!!
كدت أنسى من الذي أنتظره، لولا أن جاءت تمتطى حصاناً رشيقا… وخطر ببالي أن نصعد إلى القمر!! وأطلقنا صرخة… كانت المدينة نائمة، والحصان يسرع بنا لنفلت من الخطر، وعيوننا مثبتة هناك ولا تتزحزح … كنّا نخشى ان يرانا أحد المخبرين؛ فيحاصروننا، ويطفئون أنوار القمر؛ فهو يستقبل العاشقين!!
وخرجنا من مخبئنا لنستنشق الهواء… وغرسنا شجرا، وقطفنا غيما، وامتلأ المكان بالمرشحين لجائزة أفضل حلم، وتراقصت فوقنا النجوم...
وزارنا صحفيون وشعراء قدامى وحكام نادمون لأنهم خانوا قضية الحب … وسياسيون معارضون أرهقهم الكلام، وشهداء شباب وأطفال، ومهاجرون لم يحالفهم الحظ...
ظهرت لهم على شاشة المراقبة صورة لعاشقيْن يتسكعان فوق القمر… لقد أرسلوا قمرا صناعيا يتلصص علينا!!
وقرّرنا ألّا نختبئ، فابتهج القمر وتمايل بنا كأنثى عاشقة!!!
لقد شربتُ كثيرا!!!
بقلم:محمود حسونة(أبو فيصل)