الرأي والرأي الآخر في النقد الوطني بقلم:المحامي سمير دويكات
تاريخ النشر : 2019-06-11
الرأي والرأي الآخر في النقد الوطني بقلم:المحامي سمير دويكات


الرأي والرأي الآخر في النقد الوطني

المحامي سمير دويكات

فقط وخلال اليومين الاخيرين كان هناك جملة من المواضيع التي تصدرت مشهد الراي والراي الاخر في قضايا وطنية ومنها قضايا الفساد وصفقة القرن ومؤتمر البحرين وقضايا السفارات والوزيرة والاشتباك المسلح بين جهاز الامن الوقائي وقوات الاحتلال ورواتب الوزراء وغيرها الكثير، ومن حيث انتهينا فاننا يجب علينا ان نكون مدركين كل الادراك ان سلطات الاحتلال لن ترحم احد فينا وكل افراد الوطن بغض النظر عن انتماءاتهم او مناصبهم او اعمالهم فهم جميعا قدموا وسيقدمون الغالي والنفيس في سبيل القضية، وان كان الاسلوب او الطريقة او المكان مختلف.

الاستقطاب كان معيبا من قبل رواد الصفحات الاجتماعية لبعض السلفيين الذين كانوا يكفرون الناس لسبب بسيط بينما نعرف في ديننا ان المسلم ياخذ هذه الصفة بمجرد النطق بالشهادة، ولكن اليوم لمجرد غلطة بسيط لاحد الاشخاص مهما علا منصبه او قل يكون هناك حملات كبيرة ضده، وطبعا لست مع او ضد ولكن يجب بحث الامر في اطار حرية الراي وعدم تجريح الناس.

وفيما يتعلق بالفساد فان الامر لم يعد مخفي ولم يستطع ولن يستطيع المدافعين عنه ان يقفوا صامدين ضده بل الامر تعدى ان يكون هناك امر يمكن فيه الوقوف مع الفاسدين، بل يجب ان يجتثوا ومن سرق دولار واحد او خان الوطن يجب ان يكون في نفس المكانة مع فارق العقوبة وفق القانون ومحاكمة عادلة، واي استغلال للمنصب لن يكون مقبولا واي تعيين في منصب على خلاف القانون لن يكون مقبولا بل يجب محاسبته وفق القانون، لاننا تحت احتلال وعشقنا لحرية سقفها السماء، وبالتالي لن نستطيع مقاومة الاحتلال الا بحرية راي وعمل تكون قادرة على مواجهة الاحتلال، فالراي دائما يجب ان يكون متزنا وعلى القيادة ان تعمل على تنظيف من لديه شبهة فساد بالعزل او الاحالة الى محاكمات وفق القانون ويجب ان لا يغطى او يتم السكوت عنه مهما بلغ منصبه، وان هناك طرق قانونية وفق القوانين الفلسطينية لاختيار الاشخاص سواء بالانتخاب او بالمنافسات المشروعة المستندة الى القانون.

لدينا الان جبهات لا يمكن مقاومتها الا بالايدي النظيفة ولا يمكن الخلاص من الاحتلال الا باناس ذوي كفاءة عالية وان يتحد الجميع امام هذه التحديات من اجل مجابهة كل المؤامرات التي تحاك ضدنا والتي يجب ان تسقط اولا واخرا لان شعبنا عودنا ان يكون حاضر.

حضور شعبنا في ظل موجات الفساد التي تجتاح الوطن سيكون فيها صعوبة بالغة لان اصحاب اجندات الفساد لن يكون بمقدورهم تقديم انفسهم في اي مواجهات قادمة وسيكون عليهم وقتها دفع الثمن غاليا ولكن هؤلاء وكما عودونا سيكون مكانهم خارج الوطن لان الاموال والمناصب نقلتهم الى اجواء لا يمكن فيها الصمود او مواجهة الاحتلال الدموي.

وفي النهاية على الجميع التحلي بالصبر وان يكون انتقاد المواقف على مستوى الموقف وان لا نحمل بعضنا اكثر مما نحتمل والا فقدنا كل شىء، وان تجريح الناس لا يكون متفق مع مبادئنا وحياتنا واسلوبه الذي نعيش، وبالتالي كذلك على اصحاب المناصب ان لا يتعالوا على الناس لانه وبمجرد وجود الانسان والمواطن هنا يعني انه يقاوم وصامد وهو جزء من المنظومة الوطنية وبالتالي فان التواضع يجب ان يكون سيد المواقف وخاصة ان اختيار الناس وحقهم فيه مجمد وان الجميع في وضع لا نحسد عليه. وبوحدتنا الوطنية فقط يمكن مقاومة كل المؤامرات والتصدي لاي عدوان.