احفر قبرك بيدك بقلم:خالد صادق
تاريخ النشر : 2019-06-11
احفر قبرك بيدك بقلم:خالد صادق


احفر قبرك بيدك
خالد صادق
يعتقد ديفيد فريدمان السفير الأمريكي لدى الكيان الصهيوني أن التصريحات العنترية التي تصدر على لسانه, وآخرها ما صرح به بأن «إسرائيل يحق لها ضم أجزاء من الضفة المحتلة», ستفرض على الجميع سياسة الأمر الواقع «الوقحة» التي تنتهجها الإدارة الأمريكية ضد الفلسطينيين, وهو يكمل المسرحية التي بدأتها السفيرية الأمريكية نيكي هيلي عندما قالت لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أننا لا ننتظر موافقتكم على ما نطرحه للمضي بعملية التسوية, فما تراه أمريكيا سينفذ رغما عنكم, لعلها تعبر عن عقلية الهنود الحمر التي قامت على قطع الرقاب وإراقة الدماء والسلب والنهب والدمار, وربما يكتمل المشهد أكثر بعقلية المستوطن الصهيوني المتأمرك فريدمان, الذي يحلم بإسرائيل الكبرى, وقيادة وريادة العالم وتسخير البشر كعبيد للإسرائيليين لخدمة اليهود وإراحتهم حسب المعتقدات التوراتية المبنية على الأساطير والخرافات .



يظن فريدمان ان شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية والإسلامية لا زالت تعيش المرحلة التترية, عندما كان الجندي التتري يطالب المسلم بأن يحفر قبره بيده, حتى يذهب لبيته كي يأتي بالسيف الذي سيقتله به, أو ربما عندما يصرح بحق «إسرائيل» في الضفة يظن كما قال سابقه موشيه ديان ان العرب لا يقرؤون, وإذا قرأوا لا يفهمون, وإذا فهموا لا يفعلون, وربما كان يهدف من وراء هذا التصريح «المنفلت» بث حالة من اليأس الوهن في نفوس الفلسطينيين ولم يصله بعد ان الفلسطينيين تصدوا لحروب الاحتلال على غزة, وعملياته العسكرية, وأنهم فرضوا شروطهم على كيانه المجرم, وأنهم طردوه مدحورا من قطاع غزة, وان الاحتلال يخشى مسيرات العودة, كما يخشى انتفاضة الضفة وعمليات الطعن البطولية ضد الجنود الصهاينة وقطعان المستوطنين, ربما لا يدرك هذا المهووس ان صواريخ المقاومة ضربت «تل أبيب» وما قبلها وما بعدها.



شعبنا الفلسطيني بتضحياته وعطائه أزال كل نظريات الهزيمة التي كانت تعتري الأمة العربية والإسلامية في مرحلة ما, ومرحلة احفر قبرك بيدك ليس لها مكان لدى شعبنا وامتنا, فالمقاومة الفلسطينية رفعت شعار الدم بالدم والقصف بالقصف, حتى يدرك فريدمان وإدارته الأمريكية وكيانه الذي ينتمي إليه ويدعمه, ان نضالنا مستمر ومتصاعد حتى نسترد أرضنا ومقدساتنا وننتزع حقوقنا من بين أنياب الاحتلال, وحتى يعلم القاصي والداني ان الفلسطيني لا يستسلم أبدا, ولا يتعايش مع الهزيمة مطلقا, مهما تعاظمت المخططات وتعددت المؤامرات, ومهما تكالبت قوى الشر في العالم على شعبنا الفلسطيني وأمتنا, أما إن كان فيردمان قد استمد قوته من استسلام وخنوع بعض الحكام العرب, فانه واهم لأن الشعوب لها سياستها وقناعتها بعيدا عن الحكام ومواقفهم السياسية, فالضفة ستبقى فلسطينية, والقدس فلسطينية, وحيفا ويافا وعكا فلسطينية, وغزة فلسطينية, أما فريدمان المتأمرك فهو مستوطن حاقد غزا بلادنا وعليه ان يرحل منها إلى غير رجعة .