شعرها الأشقر بقلم: حنين سويبقي
تاريخ النشر : 2019-06-10
حين كانت ضحتها الطفولية تملأ المكان سعادة، وحركاتها الغريبة تربك من يراها، شعرها الأشقر المنسدل على كتفيها، وعيناها البنيتان الكبيرتان يزداد بريقهما عند انصدام الشمس بهما.

إلى أن اختفت تلك الضحكة لتتحول إلى ابتسامة باهتة، تثير شفقة كل من يراها، تخاف الحراك ظنًا منها أنها قد تزعج أحدهم.

تحتمي بغرفتها، واضعة رأسها على سريرها المكركب، حيث تقوم غيمة سوداء باحتلال المكان، فكلما تنهدت تنشق إحدى أجزاء الجدران الموجودة بغرفتها، وتموء القطة خوفا من صوتها المبحوح.

ساندة نفسها على الوسادة، تتأمل الجدار الذي يملأه الانشقاقات، تضع رأسها بين رجليها، وتشده بقوة من شدة الألم الذي بداخله، كأن جيشا إسرائيليا محملا بالأسلحة، يحاصر طفلا لا يملك سوى حجرة للمقاومة.

أتعلم ما الأسوء من هذا؟

أنها يجب أن تستيقظ غدا بشكل طبيعي، لا يهم ألم بطنها الذي لا مبرر له، ولا عيناها المحمرتان، ولا رأسها المحتل منذ مدة.

تستيقظ بعد محاولات أمها الفاشلة لإيقاظها، لتحرك رجليها قليلا، وتذهب متجهة إلى المطبخ بمشيتها المتعثرة، لتملأ كوب القهوة، وتخرج لتتفحص الطقس.

رشفة من فنجان القهوة، شهيق زفير، زفير و شهيق، تفتح عيناها بقوة لترسم الإبتسامة المزيفة.

ليبدأ يومها من جديد دون أن يكترث أحد لأمرها أو ما حلّ بها ليلا