المجري الجزء الخامس بقلم:إبراهيم عطيان
تاريخ النشر : 2019-06-10
المجري الجزء الخامس بقلم:إبراهيم عطيان


المجري الجزء الخامس
هكذا كانت نهاية قصة طويلة في مشوار نـادر بعدما تم زواج نور بشكل سريع .
تلك النهاية جعلته يفكر في الحياة بشكل مختلف مغاير عن ذي قبل؛ حيث يرى أنه من الأفضل أن يبتعد قليلاً عن العلاقات العاطفية في هذا السن ...
وفي تلك الظروف حتى لا تتكرر تلك المأساة مرة أخرى، لكن ما حدث لم يكن سوى مطب تجاوزه نادر بمهارة دون تعثر أو سقوط؛ حين قرر ألا يتوقف كثيراً عند هذا المطب الهوائي
ليبدو قوياً في مواجهة هجمة الظروف.
حيث كانت تلك العثرة انطلاقة لبداية حياة جديدة بعيداً عن الحب والهوى متناسياً ذكرياته القديمة، حين جعل من قلبه آلة للنبض فقط.
أصبحت حياته الأن مغايرة تماماً لما كانت عليه من قبل؛ فقد جعلت تلك العثرة منه رجلاً لا يتوقف كثيراً أمام الإخفاقات والصدمات.
ولعل أهم ما خرج به نادر من تلك التجربة القاسية : هو مواجهته للصدمة بحكمة وإعادة النظر في ذاته والمعطيات التي لديه لخوض تجربة مثل هذه .
ما جعله يفكر أولاً في جمع أدواته اللازمة لمواجهة مثل تلك العقبات في المستقبل قبل أن يخطو نحو هدفه ؛ حين أدرك جيداً أن طريق التقدم والرفعة وتحقيق الأماني لن يكون ممهداً أو خالياً من العقبات ؛ فبدأت تظهر ملامح الشخصية المتفردة
التي لا تنظر إلا للأمام ولا تتردد في الإقدام على الهدف مهما بلغت صعوبته.
• بدأ ينظر للمستقبل بشكل أكثر ترتيب و جدية .
فأنهى دراسته أولاً ثم انتقل إلى سوق العمل بشكل مؤقت حتى يتثنى له تحقيق رغبته في السفر للخارج للتعرف على ثقافات أخرى واكتساب خبرات جديدة ، هذا بالطبع لا ينفي تطلعه إلى تحسين وضعه المالي ؛ فهو بالطبع أداة قوية لتحقيق تطلعاته.
حيث أن المال يعتبر قوّة محرِّكة تدفع بصاحبها للوصول إلى معظم ما يحتاجُهُ في هذه الحياة ، فهو وسيلة يتمّ بها مقايضة السلع والخدمات ، كما أن الإنسانُ الذي يملكُ المال يملك القوة التي تمكنه من انتقاء أفضل الخيارات التي تتاح أمامه ، حيث تتوفّر لديه سبل الرفاهية التي من شأنها أن تساعده في ترسيم خطواته دون ضغوط .
لكن يبدو أن للقدر ترتيب أخر ؛ فقد تخلى عن حلم السفر مؤقتاً كي يثقل خبراته العملية أولاً وذلك عندما بدأ العمل بالسياحة
وأخذ يتنقل من مكان لأخر ، ما بين القاهرة والساحل الشمالي و شرم الشيخ ، الغردقة ، مرسى علم ، الأقصر ثم أسوان . حتى استقر به الحال في شركة سياحة كبرى بالقاهرة ، كلها أماكن تردد عليها نادر ؛ أفادته كثيراً في مشواره العملي حيث اختلاطه الجيد بالناس على اختلاف ثقافاتهم وعاداتهم ؛ فازدادت خبراته
الاجتماعية والثقافية ؛ ما كان له بالغ الأثر الإيجابي على صحته النفسية والبدنية .
فإذا كنتَ تشعر بنفسية سيئة عند اختلاطك بالناس ؛ فإنك بالطبع لن تكون أحسن حالاً  في وحدتك ، وعزلتك ، فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية ، كما يتسلط الشيطان على أصحاب الوحدة الذين لا يجدون أعواناً يعينونهم على طاعة الله ورضاه ،
أو التخلص من العقد النفسية التي حتماً ستلازمه في خندق العزلة والانفراد .
مازال نادر هو الأحدث في تلك الشركة التي يعمل بها مجموعة مختلفة الأعمار والخبرات
نادر هو أقلهم خبرة في مجال العمل .
يبدو أن القدر مازال يلعب الدور الأكبر في حياته
• يدخل أحد العملاء وبصحبته ابنته فيطلب منه نادر التوجه نحو أحد
زملائه الأكثر خبرة لكن الرجل يرفض أن يتحرك من مكانه خطوة !!! حتى أنهى له نادر عمله كما يريد ثم ينصرف .
• في اليوم التالي تدخل " بسمة " هي نفس الفتاة التي كانت بصحبة والدها أمس .
أصبحت بسمة تتردد على المكان بشكل مستمر لإنهاء الأعمال بعد أن سافر والدها يبدو أن الصدفة سوف تلعب دور البطل في هذا المشهد الغرامي !!
بعد مرور خمس سنوات على مطب نور تبدأ قصة حب جديدة بين نادر و بسمة .
تلك الفتاة الرقيقة التي بدأت تهتم بكل شيء يخص نادر ، تهتم بكل ما يحبه .
نادر هو الآخر بدأ يشعر بأن اسم بسمة لم يكن مجرد اسم ؛
فبسمتها التي لا تغيب كانت هي أهم ما يميزها عن الأخريين
كانت تبتسم حتى في أصعب الأوقات لتبث في نادر الطاقة والحيوية ...

تابعوا أحداث جديدة في منشورات قادمة

بقلم: إبراهيم عطيان