شجرة سروٍ بقلم: محمود حسونة
تاريخ النشر : 2019-06-06
شجرة سروٍ بقلم: محمود حسونة


أعلم أنّني في أول أيام العيد، وحدث ذلك في مثل هذا اليوم!!
ولا شك أنني أرى الحكاية مطرزة على ثوب أمي...حكاية أبنائها خلف القضبان… ودمهم الذي علق على أزيز الرصاص الغليظ…
ماتت أمي والغراب مازال يفرد جناحيه… والدم لم يتخثر بعد على ثوبها المطرّز!!
ثم جاءت طفلتي ترمح بين المروج تحلم بشمس ولو صغيرة...إنها تحاول أن تُطلق موالا عريقا مع ناي يتنهد…
وأنا أراها غصن زيتون في كف الأنبياء على الجبل المقدس يعانق سنين الغربة…
وأنشدها أغنية شعبية تعج برائحة الطيون والحصاد...

أفزعني ذات مساء، _وأنا عائد الى المنزل_ أنني لم أجدها…
لقد حذّرتها من العقارب الملعونة التي تطارد الأطفال وتقتلهم لتبني جحرها الأسود!!
لكنّها عادت وبيدها مقلاع… مقلاع داوود الذي قتل الوحش.. وبهذه الطريقة كنت أميّزها كشجرة سرو عالية…
بقلم: محمود حسونة (أبو فيصل)