بين تيريزا القديسة وتيريزا ماي بقلم:عبدالسلام الريماوي
تاريخ النشر : 2019-05-26
بين تيريزا القديسة وتيريزا ماي
عبدالسلام الريماوي

كانت المرة الأولى التي اسمع فيها اسم "الام تيريزا" هو يوم وفاتها في 5 سبتمبر 1997، اذ لم تكن لي اهتمامات لاهوتية ولا في الشخصيات الدينية. كما لم يسبق ان ورد اسمها على لسان احد الاصدقاء المسيحيين ولم اصادف اسمها في وسائل الاعلام حيث كنت بدات مشواري المهني.

كنت في المانيا ضمن برنامج خاص باعلاميين من اسيا، عندما بادرني صحافي بنغالي بالخبر: لقد ماتت الام تيريزا. ورغم انني لم ابد له عدم علمي بهذا الشخصية المعروفة جدا على مستوى العالم، الا انني شعرت بالخجل من نفسي لانني أجهل عمن يتحدث.  

توفيت الام او القديسة تيريزا وهي راهبة البانية-هندية حائزة على جائزة نوبل للسلام في العام 1979 ، في مدينة كلاكوتا الهندية عن عمر ناهز 87 عاما، بعد ستة ايام فقط على الرحيل المفجع للاميرة ديانا مع صديقها المصري عماد الفايد في حادث سير على جسر ألما بباريس.

رأيت الالمان يبكون الاميرة الشابة، كغيرهم من الاوروبيين، وهم يحتشدون بالورود في الساحات، طريقتهم الراقية في رثاء راحل عزيز على قلوبهم. وقبل ان تجف دموعهم رحلت الام تيريزا (Anjezë Gonxhe Bojaxhiu)، فواصلوا البكاء ونثروا الازهار في الطرقات والميادين تحية لروحها.

استذكر اسم هذه القديسة التي وهبت عمرها الطويل في نشر قيم المحبة والسلام والوقوف الى جانب الفقراء والمستضعفين، وأنا اشاهد امراة اخرى تحمل الاسم ذاته، تيريزا ماي رئيس وزراء بريطانيا تغلبها دموعها وهي تعلن نيتها الاستقالة من منصبها اثر الجدل السياسي المحتدم في عموم بريطانيا حول خروج بلادها من الاتحاد الاوروبي.

شتان بين دموع تيريزا الهندية التي كانت تبكي ووتتألم لمعاناة الفقراء والضعفاء في اي مكان على وجه الارض، وبين دموع تيريزا البريطانية التي كانت لا تبكي الا نفسها، فيما تسببت سياسيات حكومتها وحكومات بلدها السابقة في دموع لا حصر لها في غير مكان من العالم، لا سيما عالمنا العربي وفي العديد من بلدان اسيا وافريقيا.

شتان بين تيريزا القديسة وتيريزا ماي حليفة ترامب وماكرون ونتنياهو.