الإدارة الأمريكية والقضية الفلسطينية بقلم د.عبدالكريم شبير
تاريخ النشر : 2019-05-26
الإدارة الأمريكية والقضية الفلسطينية بقلم د.عبدالكريم شبير


الإدارة الأمريكية والقضية الفلسطينة

بقلم د.عبدالكريم شبير الخبير فى القانون الدولى 

ان موقف الإدارة الأمريكية من القضية الفلسطينية يعتبر موقفا غير عادل وغير منصف وغير حيادى ،وغير نزيه، وغير شفاف ، انما هو موقف عدائى، لحقوق الشعب الفلسطيى ، الغير قابلة للتصرف ، و التى اكدتها الشرعية الدولية، بموجب قرارات صادرة عن مجلس الامن ، والجمعية العامة ، والمنظمات الاممية الاخري، المنبثقة عن الامم المتحدة ، والتى تعتبر المرجعية لكل دول العالم، المتحضر، والمتمدن ، وقد تجسد ذلك الموقف بوضوح، فى تسويق مواقف حكومة الاحتلال الصهيونى، دوليآ واقليميآ، سواء بالقرار الذي صدر عن الإدارة الامريكية بخصوص القدس، واعتبارها عاصمة للكيان الصهيونى، او بقرار تقليص الدعم عن السلطة الفلسطينية، او بوقفها الدعم لوكالة الغوث وتشغيل الاجئين الفلسطينيين، ومحاولة تقليص دورها فى تقديم الخدمات لهم، وصولا الى انهاء دورها خلال المرحلة القادمة، اوقرارها بمنح السيادة على الجولان للكيان الصهيونى، واليوم نجدها ومن باب حرصها على الشعب الفلسطينى، كما تدعى و تتظاهر، فأنها تطرح مشروع حل ناقص للقضية المركزية للعرب والمسلمين، وللاسف نجد بعض الدول العربية تتساوق مع هذه المشاريع التى لم تلقى اجماعآ عربيا، او موافقة فلسطينية فكان اخر موقف للادارة الامريكية مساء يوم الجمعة، عندما صرح جيسون غرينبلات المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، والتي قال فيها إنه لا يمكن للقيادة الفلسطينية الاستمرار برفض كل ما يعرض عليها.

وهذا الكلام يعنى ان الإدارة الامريكية تعرض على الفلسطينين حكم ذاتي ناقص، وحكم محلي ناقص، وسلام اقتصادي ناقص، وازدهار ناقص، وحقوق دينية ناقصة، وحقوق مدنية ناقصة، وسلطة ناقصة، واحتلال + امن لسلطة الاحتلال زائد. 

    هل هناك عروض اخرى قام الشعب الفلسطيني برفضها ؟ وهذا ما أكد علية امين سر منظمة التحرير الفلسطينية د.صائب عريقات فى رده على غرينبلات.

كما صرح غرينبلات، في تغريدة له عبر (تويتر) أنه "لا يمكن للقيادة الفلسطينية أن تستمر في رفض كل شيء معروض عليها "وقال إن "استضافة المؤتمر في البحرين، أو على الأقل عدم إعاقة ذلك، من شأنه أن يوفر للفلسطينيين الفرصة لاختبار الآثار الكاملة للمبادرة". في إشارة منه إلى"صفقة القرن".

حيث بادرت منظمة التحرير الفلسطينية، بالأعلان ، عن قرارها بعدم المشاركة في "ورشة العمل" التي يعتزم البيت الأبيض، عقدها في البحرين، نهاية الشهر المقبل ، ونحن نؤكد باسم الأغلبية الصامتة من أبناء الشعب الفلسطيني، ان هذا الموقف هو ليس فقط موقف القيادة الفلسطينية، بل هو موقف الشعب الفلسطينى، والشعب العربى فى جميع أصقاع الدنيا، بأن فلسطين وعاصمتها القدس الأبدية هى عربية، وان حقوق الشعب الفلسطينى غير قابلة للتصرف، وان قرارات الشرعية الدولية مازالت، وستبقى هى المرجعية لهذه الحقوق الوطنية، والمشروعة لشعبنا الفلسطيني فى هذه الارض العربية الخالده .