مؤتمر البحرين الاقتصادي: المال للفلسطينيين مقابل الأرض لإسرائيل بقلم:د. نزيه خطاطبه
تاريخ النشر : 2019-05-26
مؤتمر البحرين الاقتصادي: المال للفلسطينيين مقابل الأرض لإسرائيل بقلم:د. نزيه خطاطبه


مؤتمر البحرين الاقتصادي: المال للفلسطينيين مقابل الارض لاسرائيل

د. نزيه خطاطبه

اعلامي فلسطيني في كندا

زعماء وقادة الدول العربية كانوا يعلنون دوما في العلن بانهم لا يرضون بما لا يرضى به الفلسطينيون انفسهم فلماذا هذا الاصرار على السير في تنفيذ صفقة القرن وعقد المؤتمر الاقتصادي في البحرين مع ان الفلسطينيون اعلنوا بالاجماع عن رفضهم له واعتبار كل من يشارك به خائن؟ ولماذا جرى اختيار البحرين الحلقة الاضعف في محور التطبيع العربي مع دولة الاحتلال الاسرائيلي كمقرا لهذا المؤتمر؟

المؤتمر او ورشة العمل الاقتصادية التي جرى الاعلان عن عقدها في البحرين 25 و 26 حزيران يونيو المقبل تحت اسم «السلام من أجل الازدهار»، باشراف ومشاركة الولايات المتحدة واسرائيل تدخل في اطار «صفقة القرن»، والتي شرع في تنفيذها حتى قبل الاعلان عن بنودها رسميا بدءا من اعلان القدس عاصمة ابدية وموحدة لاسرائيل والغاء حق العودة وشرعنة الاستيطان في الضفة الغربية تمهيدا لضمها وشرعنة السيادة الاسرائيلية على الجولان والتي تستكمل الان من خلال تقديم رشوة للتجار الفلسطينيين بتحسين الاوضاع الاقتصادية للتجمعات الفلسطينية في الضفة وغزة ورشوة للدول المضيفة للاجئين الفلسطينيين لتوطينهم والتخلص نهائيا من حقهم بالعودة بعدما فتح ترامب النار على وكالة الاونروا المختصة باللاجئين الفلسطينيين وكل المنظمات الدولية التي تقدم خدمات للنازحين الفلسطينيين المشردين واوقف الدعم عنها .

الهدف المعلن للمؤتمر الاقتصادي, او ورشة السلام والازدهار, هو دعم الاقتصاد الفلسطيني وإنشاء مناخ إقليمي ملائم لعلاقات عربية - إسرائيلية، يستوعب الجانب الفلسطيني، ويمارس الضغط اللازم عليه لقبول الطرح الأميركي الذي يركز على التعاون والتكامل الاقتصادي عبر حزمة من المزايا الاقتصادية بتمويل خليجي ، مع تجاهل الشق السياسي لتسوية القضية الفلسطينية وانهاء الاحتلال الاسرائيلي.

اي مشاركة فلسطينية في المؤتمر خاصة من قبل بعض التجار العملاء لأمريكا وإسرائيل بحجة تنشيط القطاع الخاص وتحسين اوضاع اللفلسطينيين تحت الاحتلال ستكون مشبوهة ومرفوضة من قبل الشعب الفلسطيني وسيلفظهم كما لفظ من قبلهم أصحاب روابط القرى «.

يترأس المؤتمر مستشاري البيت الأبيض جاريد كوشنر ومبعوث البيت الأبيض في الشرق الأوسط جيسون غرينبلات وصقور البيت الابيض المنحازون بالكامل لاسرائيل والذين وضعوا البنود الرئيسية لصفقة القرن. وسوف تشارك به كما اصبح معلنا بعض الدول العربية التي لا تخفي خطواتها التطبيعية مع الاحتلال بحجة مواجهة المشروع الايراني الذي تعتبره أخطر على الدول العربية من المشروع الصهيوني وتحويلها الى عدو اول للعرب في المنطقة بعد ان عملت امبراطورية الاعلام الامريكي الصهيوني والخليجي على تضخيم خطرها.

الشعب الفلسطيني لن يبيع ارضه وقضيته وكرامته من اجل حفنة من الدولارات لن يستفيد منها سوى دولة الاحتلال ومجموعة من التجار والسماسرة والمطلوب لمواجهة هذه المؤامرة وصفقة القرن برمتها توحيد الصف الفلسطيني الداخلي و تنفيذ القرارات الخاصة بفك الارتباط الاقتصادي عن إسرائيل ووضع برنامج لتشجيع الإنتاج المحلي في الصناعة والزراعة من أجل الوصول إلى حالة من الإكتفاء الذات, واطلاق كافة اشكال المقاومة في مواجهة الاحتلال حتى لا يبقى احتلالا مريحا كما عليه الان .

أي خطة اقتصادية بدون تسوية سياسية تتضمن اقامة دولة فلسطينية على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس والاعتراف بحق اللاجئين في العودة والتعويض كحد ادنى لن تكون مقبولة من الشعب الفلسطيني.