صفقة القرن تصطدم بالحائط الفلسطيني!بقلم:المحامي علي ابوحبله
تاريخ النشر : 2019-05-25
صفقة القرن تصطدم بالحائط الفلسطيني!بقلم:المحامي علي ابوحبله


صفقة القرن تصطدم بالحائط الفلسطيني!
المحامي علي ابوحبله
تدرك واشنطن ومعها حلفائها العرب والإقليميين أنه لا يمكن الحديث عن صفقة القرن من دون الفلسطيني، لأن الدول العربية الكبرى والمحورية، مثل مصر والسعودية لن تكون طرفاً في هذه التسوية من دون الجانب الفلسطيني الغائب حتى اللحظة عن مشهد المفاوضات والرافض أصلا لهذه ألصفقه ،
يدرك الفلسطينيين أن هناك رغبه امريكيه لتمرير صفقة القرن وتحمل ورشة كوشنير في البحرين الكثير من النقاط التي نتوقف عندها ونفندها ونذكرها للتعريف عن المقاصد لأهداف المؤتمر الاقتصادي وغاياته :-
اولا:- تحاول "ورشة" كوشنير في البحرين التغلب على الضرورات القانونية والسياسية للسلام العادل. نحن نعرّف "الرفاهية" الفلسطينية على أنها تشريع لحقوقنا. الحق في العيش في حرية وسيادة على أرضنا ، وليس كوسيلة لجعل احتلال أرضنا ونهبها ومصادرتها واقتطاعها مستساغًا ومقبولا.
‏ثانيا :- نحن قادرون تمامًا على بناء اقتصاد نابض بالحياة بمجرد السيطرة على أرضنا ومواردنا وحدودنا وحياتنا. إن دمج إسرائيل في العالم العربي مع الحفاظ على احتلالها الوحشي لفلسطين هو أمر وهمي.
‏ثالثا:- إذا أراد المسئول الأمريكي لعب دور بناء ، فيمكنه البدء بإلغاء الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل والاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني بما في ذلك الحق في تقرير المصير. لا يمكن أن يكون الشريك في الاحتلال شريكًا في السلام.
رابعا:- جاء متوقعا الرفض الفلسطيني الرسمي للمشاركة في أولى خطوات صفقة القرن الخاصة بعملية سلام الشرق الأوسط، المتمثلة في المؤتمر الاقتصادي الذي تستضيفه مملكة البحرين الشهر القادم.
خامسا:- الموقف الفلسطيني الرسمي الرافض للمؤتمر الذي سيجمع ممثلي حكومات والمجتمع المدني ورجال أعمال من عدد غير معروف من الدول كان متوقعا، لكن الذي لم يكن متوقعا هو رفض رجل الأعمال الفلسطيني بشار المصري المشاركة في المؤتمر.
يرد الدكتور صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ردا على استغراب غرينبلات من موقف فلسطين من اقتراح ورشة عمل البحرين ومقاطعتها :-
أولا :- تم تنفيذ الجانب السياسي من الصفقة الأمريكية :-
1-القدس عاصمة لإسرائيل ونقلت السفارة.
٢-اسقط ملف اللاجئين
3-اسقط حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره( قانون القومية العنصري) .
٤-أغلقت مفوضية م ت ف في واشنطن
• أغلقت قنصلية أمريكا فى القدس
٦-اسقط اصطلاح محتلة
٧-قطعت كل المساعدات.
٨-الاستيطان شرعي وسوف يتم ضم جزاء كبيرة من الضفة.
الآن لنعقد الصفقة في المنامة أو لنحدد الثمن الذي سيدفع ثمنا للقدس والمسجد الأقصى وكنيسة القيامة ؟. الجانب الفلسطيني سوف يرفض بالتأكيد سنوجه اللوم له بلسان عربي ، وسيحتفظ نتنياهو بكل ما قدمنا له مجانا. والسؤال لماذا أيتها الشقيقة البحرين يختم صائب عريقات ؟.
هذا هو الموقف الفلسطيني ومسببات رفضه للصفقة ولمؤتمر البحرين ، مسئول أميركي سابق قال للجزيرة نت رافضا ذكر اسمه إن رفض السلطة الفلسطينية متوقعا، لكن رفض رجال الأعمال ممن سيعود عليهم الكثير من الفائدة من المشاركة في تجمع البحرين يثير الدهشة". وعن هذا الموقف يقول المفاوض الأميركي السابق مارتن إنديك "ربما توقع جاريد كوشنر وفريقه أن ترفض السلطة الفلسطينية المشاركة، ولكن أن يرفض رجال الأعمال الفلسطينيون الحضور سيمثل صدمة كبيرة لهم".وسأل إنديك مستغربا "ما الحكمة من اختيار البحرين لعقد ورشة العمل تلك، خاصة أن البحرين دولة فقيرة بالمعايير الخليجية؟، وماذا لو لم يحضر أي من رجال الأعمال الفلسطينيين؟" مؤكدا أن غيابهم "سيمثل ضربة كبيرة لفرص نجاح المؤتمر".
وأبلغ كوشنر، المشرف على ملف الخطة الأميركية للسلام، محطة "سي أن أن" أن تجمع البحرين سيركز على أربع نقاط، هي البنية التحتية والقطاع الصناعي والاستثمار في البشر وتقويتهم، وأخيرا الإصلاح الحكومي.
وبينما أوضح مسؤول أميركي في إفادة صحفية أن الخطة الاقتصادية تشمل منحا مالية وقروضا بفائدة مخفضة واستثمارات خاصة، يرى مدير معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى روبرت ساتلوف -الذي استضاف وحاور كوشنر قبل أسبوعين- أن الخطة الاقتصادية التي لا يشارك فيها المصري سيكون من الصعب نجاحها.
وذكرت تقارير إخبارية أميركية أنه تم توجيه الدعوة إلى إسرائيل للمشاركة في لقاء البحرين. ولا يعرف بعد من سيمثل الوفد الإسرائيلي. ورغم عدم خروج إعلان رسمي من مكتب نتنياهو بخصوص المؤتمر، اعتبر المسؤول الأميركي السابق أن حضور إسرائيل مؤكد إذ "إنها فرصة كبيرة للتطبيع الاقتصادي مع الدول العربية وهو ما يمثل أحد أهم أهداف إسرائيل حاليا".
هناك تشكيك أمريكي بنجاح المؤتمر وتحقيق أهداف ما تسعى واشنطن لتحقيقه فقد انقسمت مواقف وآراء الدوائر الأميركية حيال خطوة إدارة ترامب للبدء بالملف الاقتصادي في خطته للسلام المعروفة إعلاميا بصفقة القرن. وفي حين تحظى فكرة البدء بالملف الاقتصادي بدعم الخبراء المنتمين لمراكز بحثية يمينية ويُعرف عنهم دعم ترامب وإسرائيل، شكك أغلب خبراء شؤون الشرق الأوسط المعتدلين بمعايير الفريق الأول في جدواها.
واعتبر المسئول السابق في الخارجية الأميركية ديفد آروون ميللر أن الخطوة "ليست صفقة تجارية"، وقال "رغم أهمية الاحتياجات الاقتصادية، فإنها لا تكفي. ربما يساعد تأجيل طرح الخطة السياسية رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، لكنها تضر بالفلسطينيين وتضعف من مصداقية وسطاء عملية التفاوض. الخطة الاقتصادية هامة، لكنها ليست الأهم".
أما برايان كاتوليس الخبير بمعهد "التقديم الأميركي" فيرى أن جاريد كوشنر "فعل ما يتقنه وهو الضغط على الحلفاء للحصول على أموال". وتساءل السفير الأميركي السابق لدى إسرائيل دان شابيرو عما إذا تم إبلاغ المدعوين لمؤتمر المنامة بالبعد السياسي للصفقة أم لا. وهل سيشارك من لم يطلع على الخطة السياسية، وهل سيرحب بالوفد الإسرائيلي؟ وهل سيشارك الفلسطينيون؟". من جهته، قال جيري فيرنشتاين السفير الأميركي السابق في دول عربية عدة "إن كل ما يقوم به كوشنر قد تم تجريبه من قبل وكانت نتيجته الفشل. ومن ثم لا بديل عن حل سياسي أولا".
وطرح المسئول السابق والخبير بمعهد واشنطن ديفد ماكوفسكس سؤالا مختلفا تعلق بكيفية تعامل الدول العربية مع مؤتمر البحرين، وسأل، هل سيغضب العرب واشنطن أم سيغضبون الفلسطينيين؟ وتلفت المصادر إلى أن الجانب الفلسطيني لا يبدو مهتماً بالدخول في مفاوضات مرتبطة في صفقة القرن، بل يجهد بكل فصائله من أجل زيادة العراقيل في وجهها، فالأطراف المؤمنة بالمفاوضات ترى أنه من دون القدس لا يمكن الدخول في أي مفاوضات تسوية مع تل أبيب. وتقول المصادر أن نقطة الضعف الوحيدة، هي عدم إمكانية فلسطينيو الشتات من منع توطينهم، الأمر الذي، وفي حال حصل، سيخرج صفقة القرن من إطارها النظري القانوني، إلى الإطار العملي الفعلي الذي سيصيب القضية الفلسطينية في صميمها.
"كوشنر يسعى لتنفيذ أجزاء من الصفقة، من دون الإشارة بشكل معلن إلى أنها تأتي من ضمنها"، مؤكداً أن "هناك بالفعل أجزاء من الصفقة دخلت حيز التنفيذ على مدار عامين، وفي مقدمتها أمور متعلقة بالتطبيع العربي الإسرائيلي، والذي تمثلت ذروته في علاقات غير معلنة بين إسرائيل والسعودية تحت إشراف شخصي من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان"، مستدركاً "يمكن تسمية تلك المرحلة بأنها مرحلة المكون الثقافي والصورة الذهنية". واعتبر في الوقت ذاته أن "تلك المرحلة تُعد من أخطر مراحل تلك الصفقة، إذ تتم من خلالها إعادة تسمية مكوّنات القضية الفلسطينية، وتغيير موضعها لدى منظومة المبادئ والقيم الخاصة بالمواطن العربي".
هذا بالفعل ما يسعى كوشنير لتحقيقه من مؤتمر البحرين الاقتصادي وهو الدفع بالتطبيع مع إسرائيل وقبل تنفيذ أي خطه سياسيه أو الإعلان عنها وهذا هو مكمن الخطأ الجسيم والقاتل لصفقة القرن التي ولدت ميتة بالأصل لأنها تجاهلت حقيقة وجوهر الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين وتعمدت لإسقاط القدس من التفاوض وهذا كفيل بإضعاف الموقف الأمريكي وإسقاط صفقة القرن التي تصطدم بالحائط الفلسطيني والموقف الأردني من القدس والتمسك بالولاية الهاشمية على المقدسات فيها، هذا الموقف سيفشل التطبيع والمطبعين ويفشل محاولات أمريكا لان تنخرط إسرائيل في تحالفات المنطقة وتصبح جزء من منظومتها الامنيه