القيادة الفلسطينية وثمن توجهاتها السلمية بقلم : أ. أحمد ياسين الأسطل
تاريخ النشر : 2019-05-25
القيادة الفلسطينية وثمن توجهاتها السلمية بقلم : أ. أحمد ياسين الأسطل


القيادة الفلسطينية وثمن توجهاتها السلمية

تواجه القيادة الفلسطينية العديد من التحديات المحلية والإقليمية والدولية منذ اختيارها المقاومة السلمية ضد الاحتلال الإسرائيلي، فقد تبنى الرئيس محمود عباس المقاومة السلمية لتحرير فلسطين على غرار  نموذج ويلسون منديلا في جنوب إفريقيا ومهاتما غاندي في الهند, واتخذت المقاومة السلمية عدة أشكال منها التفاوض والمسيرات ضد الجدار الفاصل ومصادرة الأرضي ومقاطعة منتوجات المستوطنات الإسرائيلية في الضفة وتكوين رأي عام أوروبي داعم للقضية الفلسطينية، وقد واجهت القيادة الفلسطينية رفضا لاختيارها السلمي من قبل القوى المحلية والإقليمية والدولية، فقد رفضت الفصائل الفلسطينية بقيادة حماس توجهات القيادة الفلسطينية واعتبرتها مقاومة هزلية استسلاميه, وبالرغم من ذلك نجحت القيادة الفلسطينية في توجهاتها السلمية، وقد حققت المقاومة السلمية نجاحات متعددة في عدة ميادين وفشلت في أخرى, فقد نجحت حركة المقاطعة الاقتصادية  والمسيرات السلمية في اكتساب الرأي العام الأوروبي بحيث أصبح الموقف الأوروبي أكثر تأييدا للقضية الفلسطينية، بينما فشل خيار المفاوضات بسبب الدعم الأمريكي لإسرائيل. وقد ترتب على فشل المفاوضات عدة نتائج، فقد اتخذت القيادة الفلسطينية قرارا استراتيجيا بالانضمام للمنظمات الدولية وحصلت فلسطين على عضوية دولة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة، مما سمح لها بالانضمام للعديد من الوكالات التابعة للأمم المتحدة, بحيث أضاف ذلك قوة قانونية للقيادة الفلسطينية لمواجهة السياسات الإسرائيلية ومحاكمة إسرائيل دوليا، ونتيجة لذلك فرضت الولايات المتحدة حصار مالي وسياسي ودبلوماسي على الشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية، ثم بدأت الولايات المتحدة بوضع خطة للسلام وإعلان ترامب عن خطة لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وتمثل ذلك بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل ووقف دعم وتمويل الأونروا لإسقاط حق اللاجئين بالعودة والضغط على الدول العربية للقبول بالتطبيع مع إسرائيل، فقد بدأت البحرين وسلطنة عمان بالتطبيع العلني بموافقة ضمنية من الإمارات والسعودية، وبالرغم من صمود القيادة الفلسطينية استمرت الولايات المتحدة في فرض سياساتها على الفلسطينيين وأعلنت عن خطة سلام اقتصادية ودعت الفلسطينيين والإسرائيليين للمشاركة في مؤتمر دولي في البحرين بمباركة خليجية وبموافقة رسمية إماراتية سعودية وبحضور إسرائيلي في المؤتمر في ظل رفض فلسطيني، وأصبح على القيادة الفلسطينية ليس مواجهة الولايات المتحدة وإسرائيل فقط بل مواجهة الأنظمة الخليجية الداعمة والممولة للمشروع الأمريكي.  

احمد الاسطل
باحث متخصص في العلاقات الدولية