المقاومة والتهدئة الثابت والمتغير بقلم: أنور صالح
تاريخ النشر : 2019-05-25
المقاومة والتهدئة الثابت والمتغير بقلم: أنور صالح


المقاومة والتهدئة الثابت والمتغير

الثابت في السياسة والفلسفة السياسية الفلسطينية مقاومة الاحتلال، كحق مشروع كفله القانون الدولي للشعوب المحتلة، والتهدئة أو الهدنة، متغير برغم الاختلاف بين مفهوم التهدئة والهدنة.

بقدرة قادر تحولت الهدنة الى مصلحة وطنية وثابت من ثوابت الفعل الوطني المقاوم في غزة، برغم أن من يسعى الى الحفاظ على التهدئة اليوم، كان سابقاً يعتبرها خيانة.

عندما كان الراحل أبو عمار يناشد فصائل المقاومة الالتزام بهدنة مؤقتة ومشروطة بشروط أفضل من شروط تفاهمات التهدئة التي تقوم بها فصائل المقاومة اليوم مع الاحتلال عبر والوسيط المصري.

كانت هدنة لتطبيق تفاهمات سياسية وليس إنسانية، وكانت فصائل المقاومة وخاصة حركة حماس، لا تقبل بأي هدنة وتعتبرها خيانة لدماء الشهداء، وحتى في عهد الرئيس أبو مازن.

لكن الغريب أن تتحول التهدئة الى ثابت والمقاومة الى متغير، وأن توضع المقاومة على طاولة المقايضة مقابل مطالب إنسانية وتحويل قضية غزة الى قضية إنسانية واغاثية، جعلت غالبية سكان قطاع غزة ينتظرون قدوم السفير العمادي، أو موافقة ميلادينوف على برنامج التشغيل المؤقت.

والمستهجن أن فصائل المقاومة تتفاخر وتتباهى بأنها خاضت جولات من التصعيد مع الاحتلال وللأسف جميعها انتهت بهدوء مقابل هدوء، وكأنه أصبح الثابت مفهوم " الهدوء يقابله هدوء" والتصعيد يقابله تصعيد، في حين أن العلاقة مع الاحتلال لم تقوم على أساس فعل ورد فعل، أو إذا اعتدى الاحتلال المقاومة ترد، والعكس، بل المقاومة واستمرارها هي الحق الثابت، انطلاقا من أن الاحتلال معتدي ومحتل للأرض الفلسطينية وطالما الاحتلال موجود على هذه الأرض المقاومة مستمرة.

فقد علمنا حكيم الثورة جورج حبش أن البندقية الغير مسيسة قاطعة طريق، فحذاري أن تتحول المقاومة الى أداة للحصول على المال والمساعدات التي تضمن بقاء الانقسام السياسي الفلسطيني، وتحافظ على حكم حماس في غزة، وأن تتحول المقاومة الى فعل ورد فعل مع الوقت وتكرار الجولات التصعيدية وكثرة المطالب الحياتية وتنحرف عن هدفها الثابت تحرير الأرض الفلسطينية.

وحذاري أن تتحول المقاومة الى ورقة ضغط ومناكفة سياسية بيت فتح وحماس (رام الله وغزة) أو لمصدر للحصول على المال وكسب الرزق.

فالمقاومة الثابت الذي لا يتغير إلا بتحرير الوطن من الاحتلال ...وما غير ذلك فهو هراء.