أنس كانتر لاعب السلة الذي تحدى أردوغان بقلم:لارا أحمد
تاريخ النشر : 2019-05-25
أنس كانتر لاعب السلة الذي تحدى أردوغان بقلم:لارا أحمد


أنس كانتر لاعب السلة الذي تحدى أردوغان

توصف الرياضة بأنها أهم منتجات البشرية وأكثرها جذباً للاهتمام، فهي على المستوى الفردي أحد الحقوق المركزية التي جاء بها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، أما على المستوى الجماعي فهي فرصة لربط العالم بعضه ببعض لما تحمله من طابع أخوي كوني، فعلى عكس السياسة فإنّ الرياضة تقوم على مبادئ مثالية عليا كالنزاهة والشرف وتغليب مصلحة المجموعة على مصلحة الفرد.

فما الذي يقع عندما تتقاطع الرياضة بعالم السياسة؟ وهل بإمكان الرياضة إصلاح ما أفسدته السياسة؟

أنس كانتر لاعب السلة التركي الشهير يعد نموذجاً حياً لتداخل الرياضي بالسياسي، إذ أن إفصاحه عن مواقفه السياسية لم يرق للجماعة الحاكمة في بلاده ما جعله في مواجهة متاعب لا حصر لها.

فمن هو أنس كانتر؟ وما هي قصته مع أردوغان؟  

أنس كانتر لاعب كرة سلة تركي محترف ولد بسويسرا أثناء إعداد والده محمد كانتر لرسالة الدكتوراه هناك إلا أنه نشأ وترعرع في تركيا وقد لمع نجمه خلال لعبه مع الفريق الوطني التركي لكرة السلة للناشئين خلال البطولة الأوروبية عام 2008 لينتقل بعدها لإكمال دراسته الجامعية في الولايات المتحدة الأمريكية أين تمكن في توقيع أول عقد احترافي له في الدوري الأمريكي بعد سنتين.

اشتهر كانتر بكثرة استعماله لمواقع التواصل الاجتماعي وتحديداً تويتر، إذ يحوي حسابه الرسمي الذي يتابعه أكثر من أربع مئة مشترك على ما يعادل 7000 تدوينة، يتحدث فيها عن تفاصيل حياته الشخصية، فعلى سبيل المثال لم يفوت كانتر فرصة قدوم شهر رمضان دون أن يشير لهذا الشهر الكريم وفوائده التي يراها على المستوى الشخصي.

أحد أشهر تدوينات كانتر المثيرة للجدل ترجع لسنة 2007 حين عبّر عن رفضه لسياسات أردوغان مشبهاً إياه بهتلر القرن كرمز لأسوء نماذج الديكتاتورية والاستبداد بالسلطة، هذه التدوينة كلفت اللاعب التركي غالياً إذ مباشرة بعد نشرها وضعته السُلطات المعنية في بلاده على قائمة المطلوبين للعدالة، كما وقع فصل والده واعتقاله بعدها بسنة.

رد كانتر كان على ذات الموقع، إذ إضافة لمشاركته لكل هاشتاج معارض، آخرها الهاشتاج الساخر "حملة سداد دين أردوغان"، فقد قام مؤخراً بنشر مقطع مصور بمناسبة عيد الأم يتمنى فيه الصحة والسعادة لها مذكراً إياها أنه بصدد دفع أغلى ثمن مقابل محاربة النظام الاستبدادي الفاشي في بلاده على حد تعبيره، فإلى جانب سجن والده يتلقى كانتر بصفة دورية رسائل تهديد بالتصفية من قبل مناصري أردوغان.

تدوينته الأخيرة حازت تفعيل كبير سواء من أحبائه أو من قادة سياسيين على مستوى عالٍ بالولايات المتحدة الأمريكية.

رغم اتهامه من قبل النظام التركي بالانتماء لجمعية إرهابية نظراً للصداقة التي تجمعه بالمعارض فتح الله كولن إلا أنّ هذا لم يمنع اللاعب التركي من التعبير عن تضامنه مع ضحايا الإرهاب حول العالم وآخرهم في سريلانكا، فالإرهاب على رأيه لا لون له ولا إيمان له ولا يمكننا إلا رفضه وشجبه بقوة لأنه لا يخدم سوى قوى الشر في العالم.