المجري الجزء الثالث بقلم : إبراهيم عطيان
تاريخ النشر : 2019-05-20
المجري الجزء الثالث بقلم : إبراهيم عطيان


الجزء الثالث

وربما كانت دمعة نور التي تحاول أن تخفيها عن معشوقها تأتي أثراً لفيروس الخوف من القادم الذي بدأ يتسلل إلى عقلها فأفقدها لذة الحياة في كنف الحب، كما هو حال نادر.
ذلك الشعور البائس الذي يعرف بالخوف من القادم قد يكون كافياً لتدمير أمة بأكملها حيث أن خوف الكثير من النساء والرجال والشباب من مستقبلهم؛ قد يؤدي إلى عدم تمكُّنهم من ممارسة طقوس الحياة بشكلها الطبيعي، بل قد يصل بهم ذلك الأمر الخطير إلى اضطرابات ومشاكل صحية ونفسية، بسبب القلق
حيث أن الخوف من المجهول غالباً ما يكون صخرة صلبة تتحطم عليها الآمال فيجعل من المستحيل على الفرد التقدم خطوة واحدة نحو مستقبله، بسبب سيطرة ذلك الشعور المحبط على تفكيره وجعله يشكُّ في قدراته؛ مما يضعف من قدراته ويفقده تقديره
لِذَاتِهِ، وكون البعض يعتقد أن مستقبله غير معروف، فهذا كفيل بأن يخلق لديه الشعور بالخوف، لذلك فإن الخوف من المجهول أو المستقبل يندرج تحت مفهوم اضطرابات القلق، وهي أكثر الحالات النفسية شيوعًا في المجتمعات الفقيرة مادياً أوفكرياً أو
كلاهما معاً.
وبالرغم من بشاعة ذلك الشعور المحبط إلا أن نادر لم يكن مخطئاً في ظنه أو في مأمن من خوفه، فقد بدأ المتقدمون لخطبة نور في الظهور ودق أبواب البيت يقف خلف بابها شاب تراه الأسرة مناسباً يتقدم لخطبتها لكن نظرة الأسرة للشاب لم تشفع له عندها فكونه مناسباً من وجهة نظر الأب والأم لا يعني بالضرورة فوزه
بقلب نور التي رفضته بشكل قاطع دون تفكير رغم موافقة الأسرة وترحيبهم به. فبدأت الأسرة محاولات للسيطرة على ابنتهم وسرعان ما تحولت إلى أساليب للضغط كي ترضخ لرغبتهم لكن دون جدوى.
وبعد مناورات فاشلة لإقناعها بفكرة القبول أو حتى التفكير في الأمر. تخضع الأسرة لرغبة الابنة المدللة هذه المرة ويعود الشاب أدراجه كما جاء دون فائدة، فتملأ السعادة قلب الفتاة لكن الحال لم يستمر طويلا فيعود للتأزم مرة أخرى بعد فترة قصيرة عندما يدق باب الأسرة شاب أخر يطلب الزواج.. يبدو أن القصة قاربت على النهاية التي لا يفضلها نادر ولا تتمناها نور هذا الشاب هو ابن عمها الذي يعرفونه جيداً ولن تجد نور سبباً للرفض هذه المرة
تبحث نور عن حجة تخرج بها من المأزق لكنها تفشل في إيجاد الحل أو السبب المقنع فترفض مرة أخرى وبدون أسباب ‘
الأم تنفرد بابنتها ثم تعود بعد محاولات لإقناع ابنتها فتخرج نور لتطلب مهلة للتفكير والرد ... فتشعر الأسرة بشيء من الراحة والطمأنينة بعد أن طلبت مهلة للرد فهذا مؤشر جيد من وجهة نظر الجميع ‘فقد يكون التفكير بداية للاقتناع وقبول الشاب لكنها تعلن الرفض وبكل قوة على عكس المتوقع.
الأسرة تحاول تهدئة الأمر وإثنائها عن قرار الرفض لكن الفتاة المدللة ثائرة معلنة رفضها وبشدة فهي لا ترى ولا تسمع سوى صوت قلبها المعلق بهوى نادر الذي لا يملك حلولاً للخروج من تلك الأزمة ولا يستطيع أن يساندها ...
وفي لحظة فارقة اضطر الأب لموافقة ابنته عندما شعر بأنه ربما يفقدها للأبد!!!
فقد مرضت البنت بعد أن رفضت الطعام والشراب وانتقلت للمستشفى في حالة صحية ونفسية سيئة.
بينما نادر يتملكه الشعور بالحيرة. ماذا يمكن أن أفعل فيخرج من بيته لا يعرف أين يذهب !!
تلاحقه أمل في الطريق وتسأله : أين تذهب ؟
نادر : لا يجيب لأنه في الحقيقة لا يعرف أين يذهب !!! فقط هو يسير في الطريق بمفرده
تخبره الفتاة بأن نور تحبه ..... فيسألها وماذا عنك هل تحبينها؟
أمل متعجبة من سؤاله لكنها تجيبه : نعم أحبها فهي صديقتي !!!
نادر : حسناً أخبريها بأني لا أحبها !!! أخبريها بأني أحب فتاة أخرى ثم ينصرف مسرعاً متجاهلاً نداء أمل التي تصرخ :
نـادر .... نـادر ...!!!
• أمل الأن تشعر بالحيرة ولا تدري كيف يمكن لها أن تتصرف
هي تعلم أن نادر لا يفعل ذلك إنكاراً لحب نور ولكنه يحاول أن يدع لها مجالاً للتفكير وقبول الأمر فهو لا يملك شيئاً يساعد به نور سوى الانسحاب والخروج من حياتها بشكل سريع ونهائي حتى لا يكون عقبة في طريقها بعدما أصبحت مطلوبة
للزواج من الكثيرين ...
ترجع أمل إلى الشارع منتظرة عودة نادر علها تستطيع إقناعه بالعدول عن موقفه .

تابعوا أحداث جديدة في منشورات قادمة
بقلم: إبراهيم عطيان